الدّرس العاشر الجنّة والنّار وتجسد الأعمال

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
دروس فی العقائد الإسلامیة
أسئلة حول المعاد الجسمانیتجسد الأعمال

کثیراً مایتساءل النّاس: هل عالم بعد الموت یشبه هذا العالم، أم أنَّهما مختلفان؟ ماذا عن الثواب والعقاب والقوانین السائدة فیه هل هی مثل مافی هذه الدنیا؟

نقول فی الجواب: إن هناک شواهد کثیرة تدل على أنَّ العالم الآخر یختلف کثیراً عن هذا العالم، بحیث إنَّ مانعرفه عن العالم الآخر یجعله یبدو لنا کالشّبح الذی نراه من بعید.

یحسن بنا أنْ نعود الى مثال «الجنین» الذی ضربناه من قبل، فبالقدر الذی یوجد من بعد بین «عالم الجنین» وهذا العالم یکون البعد بین عالمنا هذا والعالم الآخر، أو أکثر.

ولو کان للجنین فی الرحم عقل، وأراد أنْ یکون له تصور صحیح عن العالم الخارجی بالنسبة له، عن السماء والارض والشمس والقمر والنجوم والجبال والغابات والبحار، لاستحال علیه ذلک. فالجنین الذی لایتعدى عالمه رحم امه المحدود، لاتعنی الشمس والقمر والبحر والامواج والریاح والنسائم والزهور ومختلف مظاهر الجمال فی عالمه الخارجی أی مفهوم محدد بالنسبة له. إن قاموسه اللغوی لایتعدى بضع کلمات، ولو أنَّ أحداً شاء أنْ یکلمه من خارج رحم اُمّه (بالفرض) لما فهم منه کلاماً.

فاختلاف عالمنا المحدود هذا مع العالم الواسع الآخر یکون بهذه النسبة أو أکثر. وعلیه، فلیس بامکاننا أن نحمل أی تصور عمّا هناک من نعم ونقم وجنة ونار وغیر ذلک.

وقد جاء فی حدیث شریف عن الجنّة:

«فِیها مالاعین رأت، ولاأذن سمعت، ولاخطر على قلب بشر».

وقد جاء هذا المعنى نفسه فی القرآن الکریم، إذ یقول:

(فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِیَ لَهُم مِنْ قُرَّةِ أعْیُن جَزَاءً بِمْا کَانُو یَعْمَلُونَ).(1)

کما إنَّ النظم السائدة هناک مختلفة عما فی هذا العالم أیضاً فمثلاً، الشهود على أعمال الانسان وأفعاله هم اعضاؤه، یده ورجله وجلده وحتى الارض التی ارتکب العمل علیها. یقول القرآن:

(الیَومَ نَخْتِمُ عَلَى أفْوَاهِهِم وَتُکَلِّمُنَا أیْدِیْهِم وَتَشْهَدُ أرْجُلُهُم بِمَا کَانُوا یَکْسِبُونَ).(2)

وقال تعالى:

(قَالُوا لِجُلُودِهِم لِمَ شَهِدْتُم عَلَیْنا قَالُوا أنْطَقَنَا اللهُ الّذی أنْطَقَ کُلَّ شَیء).(3)

کان تصور هذه المسائل غیر متیسر فی الماضی، ولکن بعد تقدم العلوم وامکان تسجیل المشاهد والاصوات لم یعد هناک مایدعو الى العجب. على کال حال، على الرغم من أنَّنا مانزال غیر قادرین على أنْ نرى من شؤون العالم الآخر سوى مایشبه الشبح البعید، ولکن الذی ندریه هو أنَّ العقاب والثواب فی العالم الآخر یشملان الجوانب الرّوحانیة والجسمانیة، وذلک لأنَّ المعاد یشمل کلا الجسم والرّوح یقول القرآن:

(وَبَشِّرِ الّذِینَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أنَّ لَهُم جَنَّات تَجْرِی مِنْ تَحْتِها الأنْهَارُ .... وَلَهُم فِیها أزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُم فِیها خالِدُونَ).(4)

وفیما یتعلق بالمثوبات المعنویة یقول القرآن:

(وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ أکْبَرُ).(5)

نعم، إنَّ إدراک أهل الجنّة أنَّ الله تعالى راض عنهم وأنَّ خالقهم قد تقبلهم یخلق فیهم احساساً بالفرح والبهجة واللذة لایمکن أنَّ یقارن به شیء. کما أنَّ أهل النار یحسّون ـ بالاضافة الى العذاب الجسمانی ـ بغضب الله ورفضه لهم، وهو أشد من کل عذاب.


(1) سورة السجدة، الآیة 17.
(2) سورة یس، الآیة 65.
(3) سورة فصلت، الآیة 21.
(4) سورة البقرة، الآیة 25.
(5) سورة التوبة، الآیة 72.

 

أسئلة حول المعاد الجسمانیتجسد الأعمال
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma