إنَّ الأحادیث التی تشیر الى الحکومة العالمیة القائمة على السلام والعدل، والتی یؤسسها أحد أهل بیت رسول الله(صلى الله علیه وآله) اسمه «المهدی» أحادیث کثیرة وردت فی کتب الشیعة والسنة، وهی من الکثرة بحیث تعدت حدود التواتر أیضاً.
أمّا الکلام على أنَّه هو الامام الثّانی عشر، وخلیفة رسول الله(صلى الله علیه وآله)والتاسع من أولاد الامام الحسین(علیه السلام)، وأنَّه ابن الامام الحسن العسکرى(علیه السلام) فهو کثیر فی المصادر الشیعیة.
فمن حیث القسم الاول، أی التواتر الوارد فی کتب أهل السنة فی أحادیث ظهور المهدی، یکفی أنْ نقول أنَّ علماء أهل السنة یشیرون لذلک صراحة الى الحد الذی نقرأ فی الرسالة التی اصدرتها موخراً «رابطة العالم الاسلامی» ـ وهو أکبر مرکز دینی فی الحجاز ـ مایلی:
«أنّه آخر الخلفاء الراشدین الاثنی عشر الذین أخبر عنهم النبی(صلى الله علیه وآله)فی أحادیث صحاح، والاحادیث عن المهدی نقلت عن کثیر من الصحابة عن رسول الله(صلى الله علیه وآله)».
وبعد ذکر اسماء عشرین من الصحابة الذین نقلوا أحادیث النبی(صلى الله علیه وآله) عن المهدی، تستطرد الرسالة قائلة:
«وهناک آخرون کثیرون نقلوا هذه الاحادیث وبعض علماء أهل السنة ألفوا الکتب الخاصة فی الاخبار الواردة عن المهدی، منهم ابونعیم الاصفهانی، وابن حجر الهیثمی، والشوکانی، وادریس المغربی، وأبوالعباس بن عبدالمؤمن».
ثم یضیف بعد ذلک: «جمع من علماء أهل السنة القدامى والمحدثین یصرحون بأنّ الاخبار عن المهدی متواترة».
بعد ذکر أسماء عدد من هؤلاء تختتم الرسالة کلامها بالقول، «أعلن فریق من الحفاظ والمحدثین أنَّ أخبار المهدى فیها الصحیح وفیها الحسن، وهی فی المجموع من المتواتر قطعاً، وأنَّ الاعتقاد بقیام المهدی صحیح وواجب، وهذا من عقائد أهل السنة والجماعة المسلم بها، ولاینکره إلاّ کل جاهل وصاحب بدعة».