حریة الارادة والاختیار

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
دروس فی العقائد الإسلامیة
الدّرس الخامس البعث فی میزان العدالةالدّرس السّادس مشاهدة البعث فى هذا العالم

الحقیقة هی إنَّ الانسان یختلف إختلافاً أساسیاً عن سائر الکائنات فی عالم الوجود، وهو إنَّه یملک حریة الارادة والاختیار.

لماذا خلقه الله حراً، وأوکل الیه اتخاذ القرارات والقیام بما یشاء من أعمال؟

السبب هو إنَّه لو لم یکن حراً لما استطاع أنْ یحقق تکامله، فهذا الامتیاز الکبیر هو الذی یضمن تکامله الأخلاقی والمعنوی. لو أنَّ شخصاً أجبر بالقوة على إعانة المستضعفین والقیام بأعمال أُخرى تفید المجتمع، فإنَّ هذه الاعمال قد تسیر فی طریقها، ولکنها لن تکون دافعاً لهذا الشخص على التکامل الاخلاقی والانسانی أبداً. أما إذا قام بعشر تلک الاعمال الخیرة بمحض ارادته یکون قد تقدم بالنسبة نفسها على طریق التکامل المعنوی والاخلاقی. بناء على ذلک، فإنَّ أوّل شرط من شروط التکامل المعنوی والاخلاقی هو امتلاک حریة الارادة والاختیار حتى یقوم الانسان بالسیر فی هذا الطریق بمحض رغبته وارادته، لابالجبر والاکراه، کما هی حال عناصر الطبیعة الاُخرى، فالله سبحانه وتعالى لم یهب الانسان هذه الهبة العظیمة إلاّ لهذا الغرض السامی.

بید أنَّ هذه النعمة الکبرى أشبه بالورد الذی یحیط به الشوک، وهو سوء استغلال الناس لهذه الحریة والتلوث بالظلم والفساد والذنوب.

بدیهی إنَّ الله تعالى لم یکن یمنعه شیء من أنْ یعاقب کل ظالم فوراً بعقاب یجعله یقتلع من رأسه کل فکرة عن تکرار ذلک، کأنَّ یشل یده، أو یعمی بصره، أو یخرس لسانه.

صحیح إنَّ أحداً، فی هذه الحالة، لن یجرؤ على إساءة استعمال حریته ولن یقرب الاثم طوال حیاته، غیر أنَّ هذه العفة والتقوى تکون إجباریة قسریة، ولا تعتبر مدعاة لافتخار الانسان واعتزازه، بل تکون نتیجة الخوف من العقاب الصارم الفوری.

لذلک لابدّ أنْ یکون الانسان حراً وان یجتاز الامتحانات التی یقررها له الله تعالى ، وأن لایعاقب فوراً، إلاّ فی حالات استثنائیة، لکی یستطیع أن یکشف عن قیمته فی الوجود.

إلاّ أنَّ هناک موضوعاً آخر، وهو إنَّه إذا استمرت الحال على هذا المنوال واختار کل طریقاً، فإنَّ قانون العدالة الالهیة الذی یسیطر

 

على عالم الوجود یتعرض للخطر.

من هنا یتبین لنا ضرورة وجود محکمة ودار عدالة للبشر، وأن على الجمیع الحضور فیها بدون استثناء لینال جزاء أعماله بموجب عدالة عالم الخلق.

أیصحّ أنْ یقضی أشخاص مثل نمرود وفرعون وقارون وجنکیز أعمارهم یظلمون ویعتدون ویفسدون، ثم لایکون وراءهم حساب ولاعقاب؟

أیجوز أنْ یقف المجرمون والمتقون على قدم المساواة فی کفة میزان العدالة الإلهیة؟

أو کما یقول القرآن:

(أفَنَجْعَلُ المُسْلِمِینَ کَالمُجْرِمِینَ * ما لَکُم کَیْفَ تَحْکُمُونَ)(1) و (أمْ نَجْعَلُ المُتَّقِینَ کَالفُجَّارِ).(2)

صحیح إنَّ بعض المجرمین ینالون عقابهم على أعمالهم فی هذه الدنیا، أو جزءاً من ذلک العقاب، وصحیح إن مسألة محکمة الضمیر مسألة مهمة، وصحیح أیضاً إنَّ نتائج الذنوب والظلم والتعسف تحیق احیاناً بالانسان نفسه، ولکننا بامعان النظر فی هذه الحالات الثلاث ندرک أنَّها لیست عامة شاملة بحیث تعم کل ظالم ومذنب فینال کل نصیبه من العقاب بما یتناسب وجریمته، وأنَّ هناک الکثیرین الذین یهربون من مخالب عقاب محاکمات الضمیر ونتائج أعمالهم، أو لاینالون من العقاب مایکفی.

فلأ مثال هؤلاء، ولکی تکون هناک محکمة عدل عامة لمحاسبة الناس حتى على مقدار رأس الابرة من العمل الحسن أو السیء، تقام محکمة العدل یوم القیامة، وإلاّ فإنَّ مبدأ العدالة لایمکن أن یتحقق.

بناء على ذلک، فان القبول «بوجود الله» و «عدالته» یستدعی القبول بالبعث ومحکمة یوم القیامة، ولایمکن الفصل بین هذین أبداً.

فکّر وأجب:

1 ـ کیف قامت السموات والارض بالعدل؟

2 ـ لماذا وهب الانسان نعمة حریة الارادة والاختیار؟

3 ـ ماذا کان سیحدث لو أنَّ المسیئین نالوا عقابهم فوراً على جرائمهم فی هذه الدنیا؟

4 ـ لماذا لا نستغنی بثواب أعمالنا، وبمحکمة الضمیر وبنتائج أعمالنا، عن محکمة یوم القیامة؟

5 ـ ما العلاقة بین «العدالة الالهیة» و «المعاد»؟


(1) سورة القلم، الآیتان 35 و 36.
(2) سورة ص، الآیة 28.

 

الدّرس الخامس البعث فی میزان العدالةالدّرس السّادس مشاهدة البعث فى هذا العالم
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma