الدّرس السّادس مشاهدة البعث فى هذا العالم

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
دروس فی العقائد الإسلامیة
حریة الارادة والاختیارالدّرس السّابع المعاد وحکمة الخلق

یستنتج من الآیات القرآنیة أن عبدة الأصنام والکفار فی عصر الرسول الاکرم(صلى الله علیه وآله)لم یکونوا هم وحدهم الذین یستنکرون مسألة المعاد والحیاة بعد الموت ویخشونها، بل کانت أقوام فی عصور سابقة ترى هذا الرأى، وتسم القائلین به الجنون، وتقول:

(هَلْ نَدُلُّکُم عَلَى رَجُل یَنَبِّئُکُم إذا مُزِّقْتُم کُلَّ مُمَزَّق إِنَّکُم لَفِی خَلْق جَدِید * اَفْتَرَى عَلَى اللهِ کَذِباً أمْ بِهِ جِنَّةٌ).(1)

نعم، یومئذ کان الناس لجهلهم وقصر نظرهم یتهمون من یعتقد بعالم مابعد الموت وبالحیاة الأخرویة بالجنون، أو بالتقول على الله، قائلین إن الزعم بانبعاث الحیاة فی المادة المیتة جنون.

والذی یلفت النظر هو إنَّ القران یواجه هذه الافکار بمجموعة من الاستدلالات المختلفة التی تنفع الفرد العادی کما تنفع العالم یالمتبحر، ک على قدر مستواه العقلی.

وعلى الرغم من إنَّ شرح هذه الاستدلالات القرآنیة یتطلب کتاباً منفصلاً، فإنَّنا نبادر الى ذکر بعض نماذجها:

1 ـ یخاطبهم القرآن فی بعض آیاته قائلا: إنَّکم ترون بأم أعینکم مشاهد من المعاد فی حیاتکم الیومیة، فترون کیف تموت الکائنات وکیف تعود الى الحیاة، فکیف تشکون فی المعاد بعد کل هذا؟

(واللهُ الّذی أرْسَلَ الرِّیاحَ فَتُثِیْرُ سَحَاباً فَسُقْنَاهُ إلى بَلَد مَیِّت فَأحْیَینَا بِهِ الاَرْضَ بَعْدَ مَوتِها کَذَلِکَ النُّشُورُ).(2)

ننظر شتاء ملامح الطّبیعة فنرى إمارات الموت ورائحته تشیع فی کل مکان، فالاشجار عاریة من أوراقها وثمارها. وتقف خشبة جرداء جافة، فلا زهرة ضاحکة، ولابرعم متفتح، ولانبضات للحیاة تنبعث من جنبات الصحارى وسفوح الجبال.

ثم یحل الرّبیع، ویلطف الجو، وینهمر المطر المحیی من السماء، وإذا بحرکة النباتات وأزهارها الاشجار وتبرز البراعم والازاهیر، وتبدأ الطیور تبنی أعشائها بین الأغصان، وینکشف البعث العارم فی کل شیء!

فلولا الحیاة بعد الموت ماکنا لنشهد هذا المشهد یتکرر کل عام. ولو کانت الحیاة بعد الموت مستحیلة، ویعتبر الکلام علیها جنوناً، لما کان هذا یتجسد أمامنا ونراه بأعیننا ونتحسسه بحواسنا.

ولافرق بین إحیاء الأرض بعد موتها وإحیاء الانسان بعد موته.

2 ـ وفی مواضع أخرى یأخذ القرآن بأیدیهم لیتقدم بهم نحو بدایة الخلق، یصف لهم الخلق الاول. وعندما یتقدم أعرابی الى رسول الله(صلى الله علیه وآله) وبیده قطعة عظم بالیة، ویصیح: یا محمد: (مَنْ یُحیی العِظَامَ وَهِی رَمِیمٌ) وکأنه قد أتى بدلیل لایمکن دحضه لتفنید مسألة «المعاد». فیأتی أمرالله الى رسوله:

 

(قُلْ یُحییها الّذی أنْشَأها أوّل مَرَّة).(3)

3 ـ یشیر القرآن الى قدرة الله العظیمة بحثّهم على النظر الى هذا الکون الفسیح بسماواته وأرضه، فیقول:

(أوَ لَیْسَ الّذی خَلَقَ السَّمَواتِ وَالأرْضَ بِقَادِر عَلَى أنْ یَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلى وَهُوَ الخَلاَّقُ العَلِیمُ * إنّما أمْرُهُ إذا أرَادَ شَیْئاً أنْ یَقُولَ لَهُ کُنْ فَیَکُون).(4)

کان الشاکون فی هذه الاُمور أشخاصاً لم یتعد أفق تفکیرهم محیط بیوتهم الضیقة الحقیرة، وإلا لأدرکوا أنَّ العودة ثانیة أسهل من الخلق الأول، وأنَّ إعادة الأموات الى الحیاة لاتعد شیئا عصیا على قدرة الله الذی خلق السموات والأرض من قبل.

4 ـ وأحیاناً یعکس لهم انبعاث «الطاقات» قائلا:

(الّذی جَعَلَ لَکُم مِنَ الشَّجَرِ الأخْضَرِ ناراً فَإذا أنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ).(5)

عندما نمحص هذا التعبیر العجیب فی القرآن، مستعینین بالعلوم الحدیثة، یتبیّن لنا أنَّ العلم یقول: عندما نحرق اخشاب شجرة، فإنَّ الحرارة المنبعثة من نیرانها هی الطاقه الحراریة نفسها التی کانت الشمس تعکسها علیها اثناء سنوات حیاتها والمخزونة فیها، مع إنَّنا کنا نظن أنَّ أشعة الشمس على الشجرة قد ماتت وتلاشت، ولکننا هنا نراها قد عادت الى الحیاة مرّة أُخرى فی لباس جدید.

إذن، هل من الصعب على الله ـ الذی له هذه القدرة على أن یختزن لعشرات السنوات نور الشمس وحرارتها فی جذع شجرة، ثم فی لحظة واحدة یخرج مخزونها ـ أنْ یحیی الأموات؟(6)

وهکذا نلاحظ کیف أنَّ القرآن باستدلالته ومنطقه الواضح یرد على الذین یشکون فی المعاد ویتهمون القائلین به بالجنون، ویخرس ألسنتهم، باثبات إمکان المعاد استنادا الى الأدلة التی أوردنا جانباً منها.

فکّر وأجب:

1 ـ لماذا کان المشرکون یأخذهم العجب من فکرة المعاد؟

2 ـ کیف نرى مشهد المعاد فی مملکة النبات کل عام؟

3 ـ یعتبر القرآن فی بعض آیاته دورة الحمل والولادة دلیلاً على المعاد، کیف؟

4 ـ ما هو بعث الطاقات؟

5 ـ لماذا استدل القرآن بالشجر الأخضر؟


(1) سورة سبأ، الآیتان 7، 8.
(2) سورة فاطر، الآیة 9.
(3) سورة یس، الآیة 79.
(4) سورة یس، الآیتان 81 و 82.
(5) سورة یس، الآیة 80.
(6) نذکر بان العلم الحدیث یقول ان النباتات الخضر هی القادرة على استقبال نور الشمس فتحلل بوساطته غاز الکاربونیک. فتحتفظ بالکاربون فی داخلها وتحرر غاز الاوکسجین، وفی الوقت نفسه تختزن الطاقه الحراریة من الشمس.

 

حریة الارادة والاختیارالدّرس السّابع المعاد وحکمة الخلق
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma