تعتبر دراسة الذّرة من أهم الفروع العلمیة فی العصر الحاضر ومن أشدها إثارة. إنَّ هذا المخلوق الصغیر یلقی علینا درساً فی التوحید، إذ أن فیه جوانب أربعة تثیر الانتباه:
1 ـ النّظام الدّقیق: لقد اُکتشف حتى الآن أکثر من 100 عنصر یتدرج فیها عدد الالکترونات من الواحد حتى أکثر من 100، و هذا نظام دقیق لایمکن أنْ یکون ولید عوامل عدیمة العقل.
2 ـ تعادل القوى: إنَّنا نعلم أنَّ قطبین کهربائیین مختلفین یتجاذبان. وعلیه، فإنَّ الالکترونات التی تحمل شحنة سالبة لابدّ أنْ تنجذب نحو النّواة التی تحمل شحنة موجبة.
ومن جهة اُخرى نعلم أنَّ دوران الالکترونات حول النّواة یوجد قوّة طاردة عن المرکز، أی أنَّ الالکترونات تحاول، تحت هذه القوّة الطاردة عن المرکز، أنْ تبتعد عن محیط النواة، فتتحطم الذّرة. وفی الوقت نفسه ترید القوّة الجاذبة أنْ تجذب الالکترونات فتفنی الذّرة.
هنا لابدّ من أنْ ندرک الحساب الدقیق الذی بموجبه جرى تنظیم القواتین الجاذبة والطاردة فی الذّرة لکیلا تفلت الالکترونات من مدارها، ولاتنجذب نحو النّواة، بل تبقى دائماً فی حالة تعادل وتوازن فی حرکتها الدّائمة. فهل تستطیع الطبیعة العمیاء أنْ توجد هذا التعادل والتوازن؟
3 ـ کلّ فی فلک یسبحون: قلنا إنَّ لبعض الذّرات أکثر من الکترون واحد ولکنّها لا تدور کلّها فی مدار واحد، بل تدور فی مدارات متعددة. ومنذ ملایین السّنین تدور هذه الالکترونات فی مدارات معینة، وفواصل محددة، و بسرعة معلومة، بغیر أنْ یکون هناک أی تضاد بینها.
فهل وضعها فی مداراتها المعینة ودورانها المنظم المحیر عمل بسیط؟
4 ـ طاقة الذّرة العظیمة: للتعرف على الطاقة الهائلة الکامنه فی الذّرة یکفی نعرف مایلی:
فی سنة 1945 تمت تجربة فی صحراء المکسیک الجرداء من کل ماء وزرع، حیث فجرت قنبلة ذریة صغیرة جداً فی برج فولاذی، فذاب البرج ثم تحول الى بخار وظهر البرق مصحوباً بدوی مرعب، وعندما جاء العلماء لم یجدوا أثراً للبرج.
وفی تلک السنة نفسها ألقت الولایات المتحدة الامریکیة قنبلتین ذریتین صغیرتین على مدینتی (هیروشیم) و (ناکازاکی) الیابانیتین، فاُبید فی الاولى سبعون الف انسان وجرح مثلهم،وقتل فی الثانیة نحو ثلاثین واربعین الفا وجرح مثلهم، بحیث اضطرت الیابان الى الاستسلام لامریکا دون قید أو شرط.
أفلا تکفی دراسة اسرار ذرة واحدة من الذرات لکی یتعرف الانسان على خالقها؟ وعلیه، إنَّ بالامکان القول بأنَّ لدینا بعدد ذرات الدّنیا أدلة على وجود الله.
یقول القرآن الکریم:
(وَلَو أنّما فِی الأرْضِ مِنْ شَجَرِة أقْلامٌ وَالبَحْرُ یَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أبْحُر ما نَفِذَتْ کَلِماتُ اللهِ إنَّ اللّهَ عَزِیزٌ حَکِیمٌ).(1)
فکّر وأجب:
1 ـ أتعرف شیئاً آخر عن أسرار حیاة النملة؟
2 - أتستطیع أنْ ترسم على السّبورة تشکیلیة الذّرة؟
بحث مکمل للدرس العاشر:
ماأعظم صفت الله!
(1) سورة لقمان، الآیة 27.
