الدّرس الثّانی المعاد یعطی الحیاة مفهومه

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
دروس فی العقائد الإسلامیة
نظرتان مختلفتانالایمان بالمعاد عامل تربوی

إذا اتصورنا هذا العالم بدون العالم الآخر لظهر لنا أنَّ عالمنا فارغ ولامعنى له. إنه أشبه مایکون بافتراض دورة حیاة الجنین بدون خروجه من تلک الحیاة الى هذه الحیاة الدنیا.

إنَّ الجنین الذی یعیش فی رحم اُمّه، ویقضی فی هذا السجن الضیق والمظلم شهوراً عدة، لیأخذه العجب حقّاً لو أنَّه اُوتی عقلاً وحکمة لیتفکر بهما فی أمره وکونه فی سجنه ذاک:

لماذا أنا حبیس فی هذا السجن المظلم؟

لماذا علی أنْ أخوض فی هذه المیاه والدماء؟

مانتیجة ذلک؟

من الذی أرسلنی؟ ولماذا؟

أما إذا قیل له: إنَّک تقضی هنا فترة مؤقتة، تتشکل فیها اعضاؤک، فتقوى، وتصبح قادراً على الحرکة والسعی فی عالم کبیر آخر، وإنَّ قرار خروجک من هذا السجن سوف یصدر بعد انقضاء تسعة أشعر،

 

فتضع قدمک فی دنیا فیها شمس ساطعة، وقمر منیر، واشجار خضر، ومیاه جاریة، وکثیر من النعم الاُخرى، عندئذ سیتنفس الجنین الصعداء ویقول: الآن أدرکت الحکمة من وجودی فی هذا السجن!

فهذه الدّنیا مقدّمة، أنَّها منصة القفز، أنَّها المدرسة التی تعدّ المرء لدخول الجامعة الکبیرة.

أما إذا قطعت علاقة حیاة الجنین بالحیاة فی هذه الدنیا، لغرق کل شیء فی الظلام ولم یعدله أی معنى، ولکان السجن رهیباً ومستقبل السّجین ألیما.

کذلک هی العلاقة بین الحیاة فی هذه الدنیا والحیاة بعد الموت. ما الداعی الذی یدعونا أنْ نظل نتقلب فی هذه الدنیا سبعین سنة، أو أقل أو أکثر، متحملین العذاب والعناء، نقضی فترة اُخرى ندرس ونتعلم، وما أنْ تنتهی مرحلة النضج والتعلم حتى نجد ثلوج الکهولة قد حطت على رؤوسنا!

ثم ما الهدف من کل هذا؟ ألکی نأکل ونلبس وننام، ثم لکی نکرر هذا عشرات السنین؟ أفهل هذه السماء الشاسعة. وهذه الارض الواسعة، وکل هذه المقدمات والدرس واختزان المعلومات والتجارب، وکل هؤلاء الاساتذة والمربین، لم یکونوا إلاّ للأکل والشرب واللبس فی هذه الحیاة المنحطة المتکررة؟

هنا تتأکد عبثیة هذه الحیاة وفراغها عند اولئک الذین لایؤمنون بالمعاد، لأنَّهم لایمکن أن یتصوروا هذه الأمور التافهة هی الهدف

 

والغابة من الحیاة، وهم فی الوقت نفسه لایعتقدون بوجود حیاة بعد الموت حتى تکون هی الغایة.

لذلک نجد أنَّ کثیراً من هؤلاء یلجأون الى الانتحار للخلاص من حیاة عدیمة المعنى والهدف.

أمّا إذا صدّقنا أنَّ الحیاة «مزرعة» الآخرة، وأنَّ علینا أنْ نباشر بالبذر هنا حتى نحصد الغلة فی حیاة أبدیة خالدة.

وإذا علمنا أنَّ الدّنیا «جامعة» علینا أنْ نکتسب منها المعرفة لنعد أنفسنا للعیش فی دنیا خالدة، وأنَّ هذه الدنیا لیست سوى «جسر» للعبور.

عندئذ لاتکون هذه الدنیا فارغة ولاعبثاً لامعنى له، بل سوف نراها فترة تمهیدیة اعدادیة لحیاة خالدة وأبدیة تستحق منّا أکثر من کل هذا الذی نبذله من أجلها.

نعم، إنَّ الایمان بالمعاد یمنح الحیاة معنى ومفهوماً، ویخلصها من «الاضطراب» و «القلق» و «العبثیة».

 

نظرتان مختلفتانالایمان بالمعاد عامل تربوی
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma