هنا ینبغی أنْ نلتفت الى هذه النقطة، وهی أنَّ نظام الخلق نفسه خیر شاهد حی على ضرورة وجود الانبیاء ورسالاتهم الالهیة.
وذلک لان نظرة واحدة الى نظام الخلیقة العجیب تدلّنا على أنَّ الله تعالى لم یغفل بلطفه عن تأمین أی حاجة من حاجات الانسان، فهو عندما خلق العین لکی ننظر بها، خلق معها الاجفان والأهداب للحفاظ علیها ولتنظیم سقوط الضوء علیها.
وخلق فی زوایا العین غُدداً تفرز الدّموع لکی یبقى سطحها رطباً دائماً، إذ أنَّ جفافها یذهب بها.
وفضلاً عن ذلک خلق فی العین نافذة صغیرة تسیل خلالها الدّموع الزائدة الى الانف، ولولا هذه النافذة، الصغیرة لاستمرت الدّموع تسیل على وجوهنا.
ویمنح بؤبؤ العین من الحساسیة الشدیدة بحیث أنَّه یتأثر بشدّة الضوء وضعفه فیضیق ویتسع تبعاًلذلک بصورة لا إرادیة لکیلا یصیب العین ضرر من جراء شدة الضوء.
وفی اطراف کرة العین عضلات مختلفة تسهل علیها الدوران الى الجهات المختلفة بغیر حاجة الى إدارة الرأس والجسم.
فهل الله الذی لایغفل عن حاجات الانسان الدّقیقة هذه یمکن أنْ یحرم الانسان من هاد وقائد موثوق به ومعصوم من الخطأ ویأتمر بأوامر الله ووحیه؟
یقول الفیلسوف المعروف ابن سینا فی کتابه «الشّفاء» المشهور:
«لاشک أنَّ حاجة الانسان الى ارسال الانبیاء الیهم لبقاء النوع ولبلوغ الکمالات أشدُّ ضرورة من نمو الأهداب والحواجب وتقعر باطن القدم وامثالها، وذلک لأنَّه لیس من الممکن أن یوجب الله سبحانه وتعالى تلک الاُمور ولایوجب هذا الامر».
فکّر وأجب
1 ـ ما هی اعظم ممیزات حیاة البشر؟
2 ـ لماذا لایمکن للانسان أنْ یعیش بغیر قانون؟
3 ـی هات مثا حیاً لتوضیح دور القانون فی حیاة البشر؟
4 ـ ما الصفات التی یجب انْ یتحلى بها أحسن مشرع؟
5 ـ لماذا یجب أنْ یکون الانبیاء من البشر؟
