قصور علمنا

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
دروس فی العقائد الإسلامیة
الفصل الثّالث 1 ـ الحاجة الى التعلم

قد یتساءل البعض: هل من الضروری أنَّ یبعث الله الانبیاء لهدایة الانسان؟ ألا یکفی عقلنا وحکمتنا لادراک الحقائق؟ ألا یساهم تقدم العلوم عند البشر فی کشف الاسرار الغامضة وتوضیح الحقائق جمیعها؟

ثمّ أنَّ ما یأتی به الانبیاء لایخرج عن حالتین اثنتین: فإمّا أنْ یدرکه عقلنا، وإمّا أنّه لا یدرکه.

ففی الحالة الاولى، لاحاجة لتجشم الانبیاء هذا العناء، وفی الحالة الثانیة، لایمکننا أنْ نتقبل اُموراً هی خلاف ما یراه عقلنا.

ومن جهة اُخرى، هل یصح أنْ یضع الانسان نفسه تحت تصرف شخص آخر کلیاً ویطیع أوامره دون أی اعتراض؟ أو لیس الانبیاء بشراً مثلنا؟ فکیف نضع انفسنا تحت تصرف انسان لایختلف عنّا بشی؟

للاجابة عن هذه الاسئلة لابدّ من الأخذ بنظر الاعتبار النّقاط التّالیة التی سوف تبیّن أهمیة وجود الانبیاء البشریة:

1 ـ علینا أنْ ندرک أنَّ علمنا قاصر ومحدود، فعلى الرّغم من کل هذا التقدم العلمی حققه الانسان فی مختلف میادین العلوم، فإنَّ ما نعلمه بالنسبة لما لانعلمة لایکاد یبلغ مقدار قطرة الماء بازاء البحر، أو بازاء الجبال، أو کما قال أحد کبار العلماء: إنَّ کل ما نعلمه الیوم لا یزید على الالف باء فی کتاب عالم الوجود العظیم.

وبعبارة اُخرى، إنَّ المساحة التی یحکمها عقلنا وادراکنا مساحة صغیرة تضیئوها أشعة العلم، أمّا ماهو الواقع وراء ذلک فلا علم لنا به إطلاقاً. فیأتی الانبیاء لیلقوا لنا الضوء على مناطق أوسع بالقدر الذى نحتاجه. صحیح أنَّ عقلنا أشبه بکاشف قوی النور، ولکن الانبیاء بما یأتون به من الوحی الالهی یکونون أشبه بالشّمس التی تسطع على الکائنات. أفهناک من یقول: مادمنا نملک هذا الکاشف القوی، فما حاجتنا بالشمس؟

وبتعبیر أوضح نقول: إنَّ اُمور الحیاة یمکن تقسیمها الى ثلاثة أقسام:

«المعقول» و «غیرالمعقول» و «المجهول».

والانبیاء لایمکن انْ یقولوا شیئاً «غیر معقول» وخلافاً لما یقول به العقل وتحکم به الحکمة، فاذا قالوا فهم لیسوا أنبیاء. إنَّما الانبیاء یعینوننا على إدراک المجهولات، وهو أمر مهم لنا.

وعلیه، فمن یقول: إنَّنا بوجود العقل والحکمة لانحتاج الى الانبیاء (مثل الطائفة البرهمیة فی الهند وفی أماکن اُخرى)، أو من یقول: مع العلم وانجازاته وانتصاراته العلمیة، لم تعد حاجة الى الانبیاء وتعلیماتهم. کلاهما لم یعرفا حدود العلم عند البشر، ولارسالة الانبیاء الإلهیة فهم أشبه بالصّبی الذی درس الحروف الهجائیة فی المدرسة ثم قال إنَّه أصبح عالماً بکل شیء ولم یعد بحاجة الى المعلم والاستاذ.

ثم إنَّ الانبیاء لیسوا مجرد معلمین، فإنَّ مرکزهم کقادة له حساب خاص سوف نتناوله بالشرح إنْ شاء الله.

2 ـ لم یقل أحد إنَّ على المرء أنْ یضع نفسه کلیاً تحت تصرف شخص آخر مثله، أمّا الانبیاء الذین ینطقون عن الوحی الالهی، فعلینا أنْ نتأکد من ارتباطهم بعلمالله اللامتناهی عن طریق الادلة الدامغة. ففی هذه الحالة وحدها یمکن أنْ نتقبل أقوال هؤلاء القادة الرّبانیین بمجامع قلوبنا. فلو أنَّ أحداً عمل وفقاً لارشاد طبیب ماهر، فهل یکون عمله هذا مرفوضاً؟

إنَّ الانبیاء(علیهم السلام) أطباء روحانیون عظام!

فاذا استوعبت درس معلم ینسجم مع عقلی وفکری، فهل أکون قد أخطأت؟

إنَّ الانبیاء(علیهم السلام) معلمون کبار!

ویحسن بنا أنْ نبحث أدلة ضرورة إرسال الأنبیاء من قبل الله عزّوجلّ.

إنَّ هناک ثلاثة أدلة حیّة تؤکد حاجتنا الى هدایة الانبیاء:

 

الفصل الثّالث 1 ـ الحاجة الى التعلم
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma