حکم تزویج المرأة التی لم تشرع فی العدّة
(مسألة 9) : لو تزوّج بامرأة علیها عدّة ولم تشرع فیها لعدم تحقّق مبدئها، کماإذا تزوّج بمن مات زوجها ولم یبلغها الخبر، فإنّ مبدأ عدّتها من حین بلوغه،فهل یوجب الحرمة الأبدیة أم لا؟ قولان، أحوطهما الأوّل، وأرجحهما الثانی.
حکم تزویج المرأة التی لم تشرع فی العدّة
أقول: لم یتعرّض لهذه المسألة إلاّ جماعة من الأصحاب، مثل العلاّمة فی «القواعد»(1)، والمحقّق الثانی فی «جامع المقاصد»(2)، والفاضل الأصفهانی فی «کشف اللثام»(3)، والشهید الثانی فی «المسالک»(4)، وصاحب الجواهر فی «الجواهر»(5)رضوان الله تعالى علیهم أجمعین، وقد اختار الجلّ أو الکلّ عدم الحرمة.
وتدلّ علیه أصالة الحلّ، وقوله تعالى: (اُحِلَّ لَکُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِکُمْ).
والواقع أنّ هذا بمنزلة البرزخ بین الزوجیة والعدّة، فلیس فیه أحکام الزوجیة، ولا أحکام العدّة، وهذا من نوادر الفقه.
وغایة ما استدلّ به على القول بالحرمة الأبدیة قیاس الأولویة; وهو أنّ النکاح فی العدّة موجب للحرمة بأحد الشرطین، وما نحن فیه أقرب منه إلى زمان الزوجیة.
وفیه: أنّ هذا القیاس ظنّی لا اعتباربه; لعدم العلم بالملاک، ومجرّد الأقربیة غیر کاف. ولعلّ ملاک الحرمة فی ذات البعل ـ على القول بها ـ وکذا فی العدّة، هو نقض حریم الزوجیة والعدّة، وفیما نحن فیه لاالزواج موجود، ولاالعدّة، فلم ینقض حریمهما.