إقرار المشرکین

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الثالث)
عند مواجهة الأزماتعهد عالم الذرّ

وتتضمّن الآیة الخامسة حتّى التاسعة من آیات البحث حدیثاً حول هذا المضمون:

(وَلَئِنْ سَأَلتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ السَّمَاواتِ وَالأَرضَ لَیَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ العَزِیزُ العَلیمُ ).

وأیضاً: (وَلَئِنْ سَأَلتَهُمْ مَّنْ خَلَقَهُم لَیَقُولُنَّ اللهُ).

وأیضاً: (قُلْ مَنْ یَرزُقُکُمْ مِّنَ السَّمَاءِ وَالاَْرضِ أَمَّنْ یَملِکُ السَّمعَ وَالأَبصَارَ وَمَنْ یُخْرِجُ الحَیَّ مِنَ المَیِّتِ وَیُخْرِجُ المَیِّتَ مِنَ الحَیِّ وَمَنْ یُدَبِّرُ الاَْمْرَ فَسَیَقُولُونَ اللهُ).

ولو سألت عبدة الأوثان ـ عن خلق کلّ فرد من المخلوقات وکیفیة تدبیر اُمورها فانّهم یقرّون بأنّ الله وحده هو الخالق والمدبّر!!

إنّ هذه الآیات القرآنیة وأمثاله(1) من الشواهد الحیّة على التوحید الفطری، ومن الممکن أن تکون هذه الإجابة المتناسقة نتیجة للاستدلال العقلی أیضاً وذلک عن طریق برهان النظم، ولکن بملاحظة أنّ المشرکین العرب اُناسٌ اُمّیون وبعیدون عن العلم والفکر والاستدلال، فإنّ هذا التناسق فی الإجابة یدلّ على أنّها کانت تنبع من فطرتهم وهم فی ذلک سواء وبدون استثناء، وإلاّ فإنّ الاستدلالات العقلیة مهما کانت واضحة فانّها لا یمکن أن تکون شاملة وعامّة إلى هذه الدرجة وخاصّة بین جماعة بعیدة عن العلم والفکر.

من هنا فإنّا نعتقد أنّ الآیات الخمس أو أمثالها تشکّل أدلّة على التوحید الفطری.

ولذا یقول صاحب تفسیر «روح البیان» فی ذیل الآیة 9 من سورة الزخرف:

«وفی الآیة إشارة إلى أنّ فی جبلة الإنسان معرفة لله مرکوزة»(2).

وفی تفسیر «الفخر الرازی» فی ذیل الآیة 87 من سورة الزخرف عرض لهذا المضمون على صورة سؤال وجواب فیقول: «ظنّ قوم أنّ هذه الآیة وأمثالها فی القرآن تدلّ على أنّ القوم مضطرون إلى الإعتراف بوجود الإله للعالم، وقوم إبراهیم قالوا: ( وَاِنَّا لَفِى شَکٍّ مِّمَّا تَدعُونَنَا إِلَیهِ ). (ابراهیم / 9)

فیقال لهم: لا نسلّم أنّ قوم فرعون کانوا منکرین لوجود الإله، والدلیل على قولنا، قوله تعالى: (وَجَحَدُوا بِهَا واستَیقَنَتْهَا أَنفُسُهُم ظُلماً وَعُلُو). (النمل / 14)

وجاء فی قوله تعالى حیث قال موسى(علیه السلام)لفرعون: (لَقَد عَلِمْتَ مَا أَنزَلَ هَؤُلاَءِ إِلاَّ رَبُّ السَّمَاواتِ وَالأَرضِ بَصَائِرَ ). (الاسراء / 102)

فالقراءة بفتح التاء فی علمت تدلّ على أنّ فرعون کان عارفاً بالله، وأمّا قوم إبراهیم(علیه السلام)حیث قالوا: ( وَإِنَّا لَفِى شَکٍّ مِّمَّا تَدعُونَنَا إِلَیهِ)فهو مصروف إلى إثبات القیامة وإثبات التکالیف وإثبات النبوّة»(3).

وفی التعبیر بـ (لقد علمت....) إشارة واضحة إلى هذا المعنى.

والطریف أنَّ آیتین من هذه الآیات تذکران فی النهایة بعد أخذ الإقرار من الکفّار والمشرکین بأنَّ الله هو الخالق للإنسان والأرض والسماوات: ( فَأَنِّى یُؤفَکُونَ )(4).

وبناء الجملة للمجهول إشارةٌ إلى أنَّ ذواتهم تسیر فی طریق الفطرة، غیر أنَّ أسباباً خارجیة وهی (شیاطین الجنّ والإنس)، وأسباباً داخلیة وهی (أهواء النفس والعصبیة الجاهلیة) تحرفهم عن الحقّ رغم تجذّره فی أعماق فطرتهم.

فی حین جاء التعبیر فی موضع آخر بـ ( فَأَنّى تُسحَرُونَ )بصیغة المبنی للمجهول، وهی عبارة تطلق على من یتّبع أمراً دون إرادة.

ویوجد احتمال آخر فی تفسیر هذه الآیات وهو أنَّهم کانوا یقولون بأنَّ رسول الإسلام(صلى الله علیه وآله) یرید أنْ یحرفنا عن طریق الحقّ أو أنّه ساحر قد سحرنا، فردّ علیهم القرآن: مع أنّکم تُقرّون بأنَّ الله هو خالق السماء والأرض والشمس والقمر والبشر، وهو المدبّر لهذا الکون فکیف یحرفکم أو یسحرکم من یدعوکم إلى عبادته ونبذ عبادة غیره؟ أی عقل یحکم بهذا؟!

إنّ الکثیر من المفسّرین ومنهم (الطبرسی فی مجمع البیان والعلاّمة الطباطبائی فی المیزان والفخر الرازی فی التفسیر الکبیر والآلوسی فی روح المعانی والقرطبی فی تفسیره) اختاروا التفسیر الأوّل ولو أنّ التفسیر الثانی غیر بعید عن مفهوم الآیة.


1. العنکبوت، 63; لقمان، 25; الزمر، 38.
2. تفسیر روح البیان، ج8، ص353، ذیل الآیة 87 من سورة الزخرف إشارة إلى هذا المعنى أیض.
3. التفسیر الکبیر، ج8، ص 399، ج 27، ص233.
4. «تؤفکون» مشتق من «الإفک» ویعنی الإرجاع والحرف ولذا یطلق «الإفک» على الکذب أیضاً کما تطلق «المؤتفکات» على الریاح المعارضة.

 

عند مواجهة الأزماتعهد عالم الذرّ
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma