هو نور العالم

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الثالث)
هو الأوّل والآخر1 ـ برهان الصدّیقین فی الروایات الإسلامیة والأدعیة

فی الآیة الخامسة والأخیرة نقرأ فی جملة قصیرة وغزیرة المعنى:

( اَللهُ نُورُ السَماوَاتِ وَالأَرض ).

ویعقّب هذه العبارة تشبیه جمیل وجذّاب لهذا النور الإلهی یشکّل میداناً واسعاً لبحوث المفسّرین الأعلام للقرآن، وبما أنّ الشاهد فی هذا البحث هو العبارة الاُولى، فإنّا نشرع بتبیانها وشرحها:

من الطرق الهامّة فی تفهیم الحقائق المعقّدة هو استعمال التشبیهات البلیغة بغیة تقریب الحقائق العلمیة إلى الذهن بضرب الأمثلة الحسّیة، وهنا قد استفید من هذه الطریقة (وإن کانت الأمثلة بشأن الله تعالى ناقصة لعدم وجود مثیل لذاته) ولإدراک حقیقة هذا المثال لابدّ من التدبّر فی معنى النور وصفاته وخصائصه وبرکاته، ولا ریب فی أنّ النور من أجمل الموجودات المادیة وألطفها وأکثرها برکة، وتنتشر منه البرکات والجمال فی عالم المادّة.

فنور الشمس منبع الحیاة والسرّ فی بقاء الموجودات الحیّة والعنصر الفاعل فی نمو النبات والزهور وجمیع الأحیاء.

النور هو المصدر الأساس للطاقات، نظیر حرکة الریاح، وهطول الأمطار، والعنصر الأساس فی وجود المحروقات (البترول والفحم الحجری) ولو تبدّل نور الشمس إلى ظلام فسوف تتوقّف کلّ حرکة فی العالم.

والنور واسطة لمشاهدة الموجودات المختلفة والمظهر لها، هذا وانّ حرکة الأمواج والذرّات الضوئیة هی أسرع الحرکات المتصوّرة فی عالم المادّة، حیث تبلغ سرعتها (300 ألف کم) فی الثانیة، وهذا یعنی أنّ النور فی طرفه عین یدور حول الأرض سبع مرّات.

وأخیراً فإنّ نور الشمس أفضل عامل على تلطیف البیئة والقضاء على مختلف أنواع الجراثیم الضارّة وإزالة الموانع عن طریق الحیاة البشریة، وبملاحظة هذه الخصائص التی یتّصف بها النور المحسوس یتّضح عمق تشبیه ذات الله المقدّسة بالنور.

نعم، إنّ وجوده تعالى هو النور الذی یظهر الوجودات ویحفظها، ومنه تنبع الحیاة المعنویة والمادیة، ویصدر کلّ جمال فی العالم، وکلّ حرکة نحو الکمال تنبع من وجوده المقدّس، وکلّ هدایة تتحقّق برعایته.

وهو الذی یرفع الموانع عن طریق عباده، وهو الهادی للإنسان فی طریق الکمال والقرب لذاته، وبکلمة واحدة کلّ ما فی العالم قائم بذاته المقدّسة.

وهناک سؤال یطرح نفسه وهو: هل النور الذی یُظهر الأشیاء یحتاج إلى مظهر؟ وهل الموجودات التی یُظهرها النور تکون أکثر ظهوراً من النور نفسه لتکون معرفة له؟

وبتعبیر أدق: ما هی الوسیلة التی یمکن مشاهدة النور بها غیر النور نفسه؟ وهذا هو الأساس فی برهان الصدّیقین.

وقد ذکر المفسّرون عدّة احتمالات فی تفسیر هذه الآیة لا تنافی بینها، نظیر الموارد الکثیرة الاُخرى، ویمکن الجمع بینها، أی أنّ کلّ مفسّر منهم لاحظ ـ فی الحقیقة ـ الآیة من زاویة معیّنة.

وقد قال الکثیر بأنّ جملة: (اللهُ نُورُ السَمَاواتِ وَالأَرض) تعنی (المنوّر للسماوات والأرض).

وقد فسّرها البعض الآخر بـ (الهادی لمن فی السماوات والأرض) تبعاً للروایة التی وردت عن الإمام الرضا (علیه السلام) فی هذا الشأن حیث قال:

«هاد لأهل الأرض» أو «هاد لأهل السماوات وهاد لأهل الأرض»(1).

وفسّرها البعض الآخر بمعنى الطاهر المنزَّه من کلّ عیب فی جمیع السماوات والأرض.

وفسرها آخرون بمعنى المُدبر لشؤون السماوات والأرض.

وفُسّرت بمعنى الإضاءة بواسطة الشمس والقمر والنجوم، وبواسطة الأنبیاء والملائکة والعلماء والمفکّرین.

وفسّرها بعض بمعنى المنظّم للعالم العلوی والسفلی.

وفُسّرت بمعنى المفیض بالجمال على الکونین.

وفُسّرت بمعنى خالق السماوات والأرض.

وکما أسلفنا فإنّ هذه المعانی موجودة فی الآیة الکریمة: (اللهُ نُورُ السَّمَاواتِ وَالأَرض)، بل إنّ الآیة تنطق بما هو أعلى وأوسع، حیث إنّ النور نیّر ذاتاً وهو الدلیل على وجوده ولا یحتاج إلى مظهر آخر، لأنّ الآخرین ظاهرون بأجمعهم ببرکته وکما قال العرفاء:

«کفى بک جهلا بأن تهجر الشمس الساطعة وتبحث فی الودیان بنور الشمع، واعلم بأنّ الکون طرّاً من شعاع الحقّ».


1. تفسیر البرهان، ج 3، ص 133، ح 1 و 2; وتفسیر نور الثقلین، ج 3، ص 603.

 

هو الأوّل والآخر1 ـ برهان الصدّیقین فی الروایات الإسلامیة والأدعیة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma