هو المعبود وحده

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الثالث)
شرح المفرداتلا أعبد غیر الله

إنَّ آیة البحث الاُولى تعتبر الدعوة إلى التوحید هی المنهج الأساسی لرسل الله أجمعین حیث تقول: ( ولَقَدْ بَعَثْنَا فِى کُلِّ اُمَّة رَّسُولا اَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ).

وهذه الکلمات تُطرح فی مواجهة الذین تنقل عنهم (هذه الآیة) تبریراتهم فی عبادة الأصنام: (وَقَالَ الَّذِینَ أَشْرَکُوا لَوْ شَاءَ اللهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِن شَىء... ). (النحل / 35)

والقرآن یقول فی ردّهم: ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِى کُلِّ اُمَة رَسُولا اَنِ اعبُدُوا اللهَ واجتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ) فقد دعا الأنبیاء(علیهم السلام) جمیعاً إلى التوحید فی العبادة وعارضوا عبادة أی موجود غیر الله، فما هذه الفریة التی تنسبونها إلى الله ؟!

وتضیف: إنّ الناس انقسموا إلى طائفتین تجاه دعوة الأنبیاء(علیهم السلام)، طائفة استعدّت للهدایة وکانت تطلبها فهداها الله، ( فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللهُ )، وطائفة خالفت: (ومِنْهُمْ مَّن حَقَّتْ عَلَیهِ الضَّلاَلَةُ )، ثمّ تأمر الآیة: ( فَسِیرُوا فِى الأَرضِ فَانْظُرُوا کَیفَ کَانَ عَاقِبَةُ المُکَذِّبِینَ)، أجل، إنّهم وبسبب انحرافهم عن جادّة التوحید وبسبب الطغاة وقعوا فی وحل الفساد والشقاء، فنزل علیهم العذاب الإلهی.

والملاحظ أنّ الآیة تنسب الهدایة إلى الله عزّوجلّ، فلولا التوفیق والإمداد الإلهی لما کان لأحد أن یبلغ الهدف بقدرته، فی حین تنسب الضلالة لهم لأنّها نتیجة أعمالهم.

الآیة الثانیة توافق الآیة الاُولى بعبارة اُخرى وتقول کقضیّة عامّة وخالدة: (وَمَا اَرسَلنَا مِنْ قَبلِکَ مِنْ رَسُول إِلاَّ نُوحِىَ اِلَیهِ اَنَّهُ لاَ اِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ ).

والملفت أنّ (نوحی) فعل مضارع ویدلّ على الاستمرار، أی إنّنا أوحینا التوحید فی العبادة إلى کلّ نبی وقد أُمِر جمیع الأنبیاء بإبلاغ ذلک طیلة دعوتهم.

وعلیه فإنّ هذه المسألة استمرّت أصلا أساسیاً فی تاریخ الأنبیاء(علیهم السلام).

الآیة الثالثة تنقل کلاماً عن أوّل نبی من اُولی العزم وهو شیخ الأنبیاء نوح(علیه السلام) الذی لم تتضمّن دعوته منذ بدایتها نداء سوى نداء التوحید فی العبادة ونبذ عبادة الأصنام حیث یقول: ( لَقَدْ اَرسَلْنَا نُوحاً اِلَى قَومِهِ فَقَالَ یَاقَومِ اعبُدُوا اللهَ مَا لَکُم مِنْ اِله غَیرُه ).

ویستفاد من هذه الجملة بأنّ الشرک وعبادة الاصنام کان ولا یزال أسوأ شوکة فی طریق سعادة البشریة، والأنبیاء الذین یمثّلون الرعاة لبستان التوحید کانوا یهتّمون قبل کلّ شیء بزرع وبرعایة زهور الفضیلة فی روح البشر ویقتلعون الأشواک التی تعترض طریقهم بسلاح التوحید، وخاصّة فی عصر نوح (علیه السلام)، کما یستفاد من الآیة 23 من سورة نوح حیث کانت هناک أصنام عدیدة ومتنوّعة بإسم (ود، وسواع، ویغوث، ویعوق، ونسر).

وکانت على هیئة رجل، وامرأة، وأسد، وفرس، ونِسر على التوالی، وکانوا یعبدونها بجمیع وجودهم، ولمّا رأى نوح منهم العناد والإصرار هدّدهم بعذاب الله، کما نقرأ فی ذیل الآیة: (اِنِّى اَخَافُ عَلَیْکُمْ عَذَابَ یَوم عَظِیم)، أی إنّی أخاف علیکم عاقبة الشرک.

والظاهر أنّ المراد من الیوم العظیم هو یوم الطوفان الذی لم یحدث نظیره فی تأریخ العقوبات التی نزلت على الأقوام السابقة، کما احتمل أنّ (یوم عظیم) إشارة إلى یوم القیامة(1).

وقد جاء فی تفسیر المیزان بأنّ هذه الآیة قد جمعت أصلین من اُصول الدین فی جملة قصیرة هما: (التوحید والمعاد) کما جاء الأصل الثالث وهو (النبوّة) فی آیة، (یَاقَوْمِ لَیْسَ بِى ضَلاَلَةٌ )(2).

الآیة الرابعة تتحدّث عن الیهود والنصارى الذین انحرفوا عن جادّة التوحید، فقد اعتبر الیهود أحبارهم (علماء الدین الیهود) واعتبر النصارى رهبانهم والسیّد المسیح معبودات لهم!

ثمّ تقول: ( وَمَا اُمِرُوا إِلاَّ لِیَعْبُدُوا إِلهاً واحِداً ) وتؤکّد:

( لاَ اِله إِلاَّ هُو ) وللتأکید تضیف: ( سُبْحَانَهُ عَمَّا یُشْرِکُونَ ).

وبهذا فإنّ الدین الذی أقام النبی نوح (علیه السلام) قواعده واصل طریقهُ فی دعوة موسى(علیه السلام)والسیّد المسیح (علیه السلام) بکلّ قوّة وثبات.

صحیح أنّ النصارى کانوا یعبدون السیّد المسیح وما زالوا ولکن الیهود لم یعبدوا الأحبار، والنصارى لم یعبدوا الرهبان، بل لإطاعتهم المطلقة لهم واستسلامهم لتحریفهم وتغییرهم الأحکام الإلهیّة أطلق على ذلک عنوان الشرک، ولذا جاء فی الأحادیث: «أما والله ما صاموا لهم ولا صلّوا ولکنّهم أحلّوا لهم حراماً وحرّموا علیهم حلالا فاتّبعوهم وعبدوهم من حیث لا یشعرون»(3) وسیأتی تفصیل هذا الموضوع فی بحث (توحید الطاعة) بإذن الله.


1. هذان التفسیران قد صرّح بهما فی کلمات المفسّرین السابقین ومنها ما أشار إلیها الفخر الرازی فی التفسیرالکبیر، ج 14، ص 149 فی ذیل آیات البحث.
2. تفسیر المیزان، ج 8، ص 180.
3. تفسیر نور الثقلین، ج 2، ص 209.

 

شرح المفرداتلا أعبد غیر الله
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma