اللجوء إلى الله فی الشدائد

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الثالث)
حینما یشرق نور التوحیدالنور الوهّاج فی الظلمات

الآیة الرابعة تطرح هذه القضیّة فی قالب جمیل آخر فتقول: ( وَمَا بِکُمْ مِنْ نِّعْمَة فَمِنَ اللهِ ) ، فماذا صنعت لکم الأصنام ومعبوداتکم المزیّفة؟ وأی رزق بَسَطتهُ لکم وأیّة هدیة وهبتها لکم؟

هذه الأصنام التی تحتاج إلیکم فی صنعها وبقائها (حیث یجب أن تنحتوها وتحافظوا علیها) أیّة برکة وموهبة وهبتها لکم؟

وتضیف الآیة: ( ثُمَّ إِذَا مَسَّکُمُ الضُرُّ فَإِلَیهِ تَجْئَرُونَ).

«تجأرون»: من مادّة (جُئار) وتعنی فی الأصل أصوات الوحوش والحیوانات فی الصحارى دون اختیار منها عندما تحس بالألم، ثمّ استعملت کنایة عن الأنین والإستغاثة والصرخة التی تصدر من الإنسان حینما یواجه المشکلات.

یقول الراغب فی مفرداته:

ومن الواضح أنّ الإنسان یرجع إلى فطرته فی هذه الحالة وتتکسّر القیود والسلاسل المفتعلة وتنهار الأبنیة الوهمیة ویبقى الإنسان مع فطرته، الإنسان ووجدانه الصریح ویتّجه صوب نقطة واحدة، نعم نقطة واحدة نسمّیها (الله) عزّوجلّ.

انتبهوا إلى جملة (إلیه تجئرون) فهی تتضمّن معنى الحصر والدلالة على الوحدانیة، أی أنّکم تتوسّلون إلیه فقط وتطلبون منه حلّ مشاکلکم.

وتضیف: ( ثُمَّ إِذَا کَشَفَ الضُرَّ عَنْکُمْ إِذَا فَرِیقٌ مِنْکُمْ بِرَبِّهِمْ یُشْرِکُونَ)، وفی التعبیر ب (فریق) إشارة إلى أنّ فریقاً آخر سیغیّر مسیرته بعد هذا الحادث حقّاً، وتبدأ صفحة جدیدة فی حیاته ویستبدل الشرک بالتوحید فی العبادة، وهذا هو أحد الحِکَم فی وجود الآفات والإبتلاءات والأوجاع والآلام التی یکرهها البشر وفیها إیقاظ لفریق وتربیتهم(1).

«ضُرّ»: و(ضَرّ) لهما معنى واحد کما یعتقد بعض اللغویین، ومفهومهما هو کلّ ما ینافی النفع، وقد فسّر بعض الأوّل بمعنى سوء الحال، والثانی بمعنى الضرر.

ویقول الراغب فی المفردات:

«الضُرّ»: سوء الحال إمّا فی نفسه لقلّة العلم والفضل والعفّة، وإمّا فی بدنه لمرض أو نقص وإمّا فی حالة ظاهرة من قلّة مال وجاه(2).

على کلّ حال فهذا اللفظ مضمون واسع حیث یشمل المصائب والأمراض والنقائص والآلام.

وینبغی ملاحظة هذه النقطة وهی أنّ (الکشف) ـ کما جاء فی لسان العرب ـ تعنی رفع الحجاب عن الشیء المستور، ویلازمه ظهور ذلک الشیء ثمّ استعمل فی رفع الغمّ والحزن والإبتلاءات وکأنّ هذه الاُمور تمثّل حجباً على روح الإنسان وجسمه وتُرفع من قبل الإنسان وغیره.


1. احتمال البعض من أنّ «من» فی (فریق منکم) بیانیة لا تبیعیة بعید جدّاً ویخالف ما ورد فی الآیة 32 من سورة لقمان (فلمّا نجّاهم إلى البرّ فمنهم مقتصد) راجع تفسیر روح المعانی ذیل هذه الآیة.
2. لسان العرب; مجمع البحرین; مفردات الراغب.

 

حینما یشرق نور التوحیدالنور الوهّاج فی الظلمات
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma