إنَّ الأدلّة الخمسة المذکورة هی أدلّة عقلیّة لإثبات وحدانیة ذات الله المقدّسة، ویمکن هنا الاستفادة من الدلیل النقلی أیضاً، لأنّه بعد إثبات وجود الله وإثبات نبوّة رسول الإسلام(صلى الله علیه وآله) وصدق دعوته، فإنّ ما جاء فی هذا الکتاب السماوی (أی القرآن الکریم) هو تبیان للحقائق التی لا تُنکر، هو رسول صادق ومعصوم ومبعوث من قبل الله الحکیم والصادق، ومثل هذا الإنسان لا یقول قضیّة خاطئة.
من هنا یمکن الإستعانة بآیات القرآن التوحیدیة لإثبات وحدانیة ذات الله المقدّسة، والقرآن الکریم زاخر بهذه الآیات، بل إنّ أی موضوع لم یتکرّر بتعابیر مختلفة مثل هذا الموضوع ولم یتأکّد صفة من صفات الله إلى هذا الحدّ.
یقول المرحوم العلاّمة المجلسی(قدس سره) فی بحار الأنوار لدى استدلاله بهذا الدلیل.
من الواضح أنّ وجود الدلیل النقلی لا یتعارض مع الاستدلالات العقلیة (الأدلّة السمعیة من الکتاب والسنّة وهی أکثر من أن تحصى ولا محذور فی التمسّک بالأدلّة السمعیة فی باب التوحید وهذه هی المعتمد علیها عندی)(1).
خاصّة وأنّ الأدلّة العقلیة المذکورة لها جذور فی الکتاب والسنّة الشریفة.