1 ـ برهان الحرکة ومقدّماته

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الثالث)
العلاقة بین الأفول والحدوث2 ـ أدلّة وجود الحرکة الجوهریة

الفهم الصحیح لبرهان الحرکة وکیفیة استخدامه فی مسألة إثبات وجود الله یقتضی ملاحظة الاُمور التالیة إجمالا:

أ) تعریف الحرکة.

ب) وجود الحرکة.

ج) أرکان الحرکة.

د) المقولات التی تقع فیها الحرکة.

أ) تعریف الحرکة

ذکرت عدّة تعاریف للحرکة، أوضحها التعریفان الآتیان.

1 ـ خروج الشیء من القوّة إلى الفعل بصورة تدریجیة.

2 ـ الزوال والحدوث المستمرّ.

عندما تتساقط قطرات المطر من السماء فالنتیجة هی إمّا أن ینبت نبات أو ینضج ثمر تدریجیّاً، وفی هذه الموارد کلّها یکون للجسم وضع فعلی کما أنّ له القابلیة فی ذات الوقت لاتّخاذ وضع آخر، وعندما یفقد الوضع الموجود تدریجیّاً ویتقبّل وضعاً جدیداً (ما کان فیه بالقوّة یصبح فعلیّاً) فإنّ ذلک الموجود وفق سلسلة من الزوال والحدوث المستمر یکون قد انتقل من حال إلى حال، غیر أنّ هذا لا یعنی أنّ الحرکة مرکّبة من أجزاء إسمها (السکون) أو أنّها مرکّب من (الوجود) و(العدم) بل إنّ الحرکة أمر واحد مستمر فی الخارج وله أجزاء فی التحلیل العقلی.

ممّا قدمنا یمکن استنتاج أنّ الشیء إذا کانت له فعلیة تامّة ووجود مطلق فلا تتصوّر فیه الحرکة، بل سیکون ذا ثبات تامّ، وبتعبیر آخر أنّ الحرکة تکون مقرونة بنوع من النقصان، وعلیه لا توجد فی ذات الله سبحانه حرکة على الإطلاق.

ب) وجود الحرکة

لا نواجه مشکلة مهمّة فی إثبات الوجود للحرکة فذلک من الاُمور البدیهیّة، حیث نلاحظ باُمّ أعیننا وبوضوح ونحسّ بحواسنا الاُخرى باستمرار وجود حرکات فی الخارج، وعلیه فإنّ أدلّة المنکرین لوجود الحرکة ومنهم (الفیلسوف الیونانی ذنون وأتباعه) لا قیمة لها وأنّها تواجه أمراً بدیهیاً، وذلک لأنّنا لا یمکن أن نعتبر الماء الجاری فی النهر، أو التفاجة التی تنضج فی الشجرة تدریجیّاً، أو عندما نرکب السیّارة ونسافر من مدینه إلى اُخرى اُموراً خیالیة قد ابتلینا بها، وأنّها اُمور ذهنیة ولیست خارجیة لأنّ هذا الأمر هو أشبه بإنکار البدیهیات، ونحن فی غنى عن الاستدلال لإثبات ذلک.

ولکن لا یمکن إنکار أنّ فهم الحرکة بدون قوّة حافظة أمر غیر مقدور، لأنّ الحرکة لا یمکن إدراکها بإحساس آنی لأنّها أمر تدریجی.

ج) أرکان الحرکة

ذکر الفلاسفة ستّة أرکان للحرکة:

1 ـ المبدأ 2 ـ الغایة 3 ـ المحرّک 4 ـ المتحرّک 5 ـ موضوع الحرکة 6 ـ زمن الحرکة (ستعرف أنّ الزمان لیس سوى مقدار الحرکة) وبتعبیر آخر أنَّ الزمان ولید الحرکة ولیس والدها).

وسنرى أیضاً أنّ هذه الأرکان الستّة تطابق نظریة شهیرة ذهب إلیها الأقدمون وعلیه فإنّا لا نحتاج موضوعاً للحرکة بعد الإقرار بالحرکة الجوهریة.

د) مجالات الحرکة

کان الفلاسفة فی السابق یعتقدون بأنّ الحرکة تحدث فی أربع مقولات من مجموع تسع مقولات عرضیة هی(1).

1ـ الحرکة فی (المکان)، نظیر حرکة قطرات المطر وحرکة السیارة فی الطریق.

2ـ الحرکة فی (الکمیة) نظیر زیادة حجم النبات النامی.

3ـ الحرکة فی (الوضع) نظیر حرکة الأرض حول نفسها.

4ـ الحرکة فی (الکیفیة) نظیر التغیّر التدریجی فی لون وطعم ورائحة الفاکهة فی الشجرة.

وکانوا یعتقدون بعدم وجود حرکة فی غیر هذه الموضوعات الأربعة (غیر ممکنة فی جوهر الأشیاء من باب أولى) فکان فلاسفة الیونان لا سیّما (ارسطو) وأتباعه وکذلک بعض الفلاسفة المسلمین ومنهم ابن سینا وآخرون یعتقدون باستحالة الحرکة فی الجوهر، وکما قلنا فی البحث الماضی: إنّهم کانوا یتصوّرون أنّ ذات المتحرّک هی من أرکان الحرکة، ویعتقدون بأنّ الحرکة لا مفهوم لها ما لم یوجد موجود ثابت یتعرّض للحرکة.

ولکن صدر المتألّهین (الفیلسوف الإسلامی الشهیر) قدّم نظریة جدیدة وقال: بأنَّ الحرکة فی الجوهر لیست غیر مستحیلة فحسب بل لا یمکن أن توجد حرکة فی الاعراض ما لم تکن مستندة إلى حرکة فی الجوهر.

وبتعبیر آخر إنّ (الحرکات العرضیة) تنشأ من (الحرکة فی الجوهر)، قال صدر المتألّهین: لماذا نفترض هنا أمراً ثابتاً؟ وما المانع من أن یکون (الجوهر) متحرّکاً فی ذاته؟ بمعنى أنّه یفقد نفسه باستمرار ویکتسب تشخیصاً جدیداً.

هذا الموضوع یبدو عجیباً لأوّل مرّة ـ طبعاً ـ لأنّه یستلزم أن یکون (المتحرّک) مع (الحرکة) شیئاً واحداً، وأن یکون الموجود نفسه سبباً لتحرّکه، لکنّه یقول: لو دقّقنا قلیلا لوجدنا أنّ الأمر لیس عجیباً فحسب بل هو أمر لازم وملفت للنظر أیضاً.

ویصُرّ صدر المتألّهین على أنّ أصل الحرکة الجوهریة موجود فی أقوال السلف ویذهب إلى أبعد من ذلک حیث یستعین بآیات قرآنیة کشواهد على هذا الموضوع (کی لا تکون حداثة هذه النظریة سبباً لنزاع المعارضین کما هو الحال فی أیّة نظریة جدیدة).

ولو افترضنا أنّ هذه النظریة لیست جدیدة، غیر أنّ عرضها بهذه السعة یعتبرُ أمراً جدیداً.


1. المقولات العرضیة التسع هی: الکم، الکیف، الوضع، المتى، الأین، أن یفعل، أن ینفعل، ملک، والإضافة وشروحها فی محالّها.

 

العلاقة بین الأفول والحدوث2 ـ أدلّة وجود الحرکة الجوهریة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma