أسماء بلا عناوین

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الثالث)
الغور فی عالم الأوهام!الاستناد إلى الحدس والتخمین

طرحت الآیة الثانیة هذا المضمون فی إطار جمیل آخر وتقول عن لسان یوسف (علیه السلام)وهو یخاطب صاحبیه فی السجن: (مَا تَعْبدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ أَسْماءً سَمَّیتُمُوهَا أَنْتُم وآباؤُکُم)والشاهد على ذلک هو أنّها (مَا أَنْزَلَ اللهُ بِها منْ سُلْطان)، فلو کانت حقائق لقام علیها الدلیل العقلی والنقلی، فمن المحال أن یفقد الدلیلَ أمرٌ بهذه الدرجة من الأهمیّة (وهو وجود الشریک لله عزّ وجلّ)، وعدم الدلیل هذا دلیل على العدم!

من هنا تستنتج الآیة فی الخاتمة: (إنِ الحُکمُ إِلاَّ لله ) و(أَمَرَ ألاَّ تَعْبُدوا إِلاَّ إِیَّاهُ)و(ذَلِکَ الدِّینُ القَیَّمُ وَلکِنَّ أَکْثَر النَّاسِ لاَ یَعْلَمُونَ).

وکلّ جملة ـ فی الحقیقة ـ فی هذه الآیة بمثابة دلیل على نفی الشرک، حیث تقول من جهة: إنّ الله لم ینزل أی دلیل على وجود آلهتکم، وتقول من جهة اُخرى: إنّ حاکمیة العالم وتدبیره مختصّ به حیث تلاحظ علامات الوحدة فی التدبیر فی کلّ مکان.

وتقول من جهة ثالثة: إنّه أمر بعبادة الإله الواحد، فهل یعقل أن یأمر الإله الحکیم بأمر کاذب؟

وفی الختام فإنَّ الآیة تعتبر الشرک ناشئاً من الجهل.

ونقل بعض المفسّرین بأنّ عبدة الأصنام کانوا یعتقدون بأنّ الله هو النور الأعظم، ویعتقدون بأنَّ الملائکة أنوار صغیرة، وأمّا الأصنام فی الأرض فإنّها مظهر للأنوار السماویة تلک ویطلقون علیها (المعبود) وبذلک تکون معبوداتهم أسماءً بدون مسمّى(1).

ولو تغافلنا عن هذا المعنى أیضاً وسلّمنا بأنّ الأصنام هی الآلهة لدیهم لا مظاهر لها فإنّها کانت أسماء دون مسمّیات أیضاً، وذلک لعدم وجود أثر من آثار الاُلوهیة فی هذه الأحجار والأخشاب الجامدة.

وقد تضمَّنت الآیة الثالثة محتوىً شبیهاً لما فی الآیة السابقة حیث تقول فی ذمّ عبدة الأوثان: ( وَیَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ مَا لَم یُنَزِّلْ بهِ سُلْطاناً ).

وهو فی الحقیقة نفی لوجود دلیل نقلی، وتضیف الآیة: ( ومَا لَیْسَ لَهُمْ بهِ عِلْمٌ)، وفی ذلک إشارة إلى نفی لوجود دلیل عقلی.

وتقول الآیة فی الخاتمة: ( وَما لِلظّالِمینَ مِنْ نَصِیر).

فلا معین لهم على دفع عذاب الله ولا رشد لهم فی طریق الهدایة ولا ینصرهم الدلیل العقلی (ویمکن أن تجتمع التفسیرات الثلاثة فی مفهوم الآیة).


1. التفسیر الکبیر، ج 18، ص 141.

 

الغور فی عالم الأوهام!الاستناد إلى الحدس والتخمین
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma