لماذا ألِفوا عالم الحسّ؟!

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الثالث)
أیتوقّعون أن یأتی الله إلیهم!تمهید

من الواضح أنّ اُصول المعلومات لدى الإنسان بأجمعها تستمدّ من المحسوسات أوّلا، لأنّ الإنسان حینما یفتح عینیه یلاحظ عالم المادّة ویتعرّف على عالم المحسوسات والطریق الموصل إلى ما وراء الحسّ، بل وتصوّر الوجود المجرّد عن الزمان والمکان والمادّة یتمّ بعد الدراسة والتحلیل فی المسائل الفکریة والعقلیة والروحانیة، فلا غرو إذن أن تکون عبادة الأصنام مذهباً للاُمم المتخلّفة.

فمن جهة یعلو نداء عبادة الله من باطن فطرتهم وتدعوهم قوى المعرفة الإلهیّة إلیه، ومن جهة اُخرى وبسبب مغلوبیتهم أمام عالم الحسّ والمادّة تصعُب علیهم معرفة الله المجرّد عن الزمان والمکان والمادّة، ولذلک فإنّهم یسیرون فی طریق الشرک ویشفون ظمأ أرواحهم بالآلهة الخیالیة بصورة کاذبة.

وبما أنّ مجموعة من خدمة معبد الأصنام بل الکثیر من الحکّام الطغاة ینتفعون من هذا الأمر فإنّهم یرغبون فیه، وفی النهایة یصبح کدین رسمی للبلاد.

ومن العجیب أن تترسّب هذه الأفکار أحیاناً فی أعماق الکثیر من عباد الله الحقیقیین، وللمثال على ذلک أنَّ بعض الناس یقول فی قَسَمه: قسماً بالله الذی هو فی السماء!! ویتصوّرون أنّنا حینما نرفع أیدینا إلى السماء حین الدعاء أنّ ذلک إشارة إلى الله وأنّه یجلس على کرسی الإقتدار وقد اجتمعت الملائکة من حوله!

إنَّ هؤلاء غافلون حقّاً، فلیس الله فی السماء ولیس فی رفع الید فی الدعاء إشارة إلى مرکزه، بل إنّ رفع الید یعنی التسلیم والإضطرار، أو کما ورد فی بعض الروایات إنّ السبب هو نزول النعم الإلهیّة من السماء، فالمطر وضوء الشمس ـ وهما العمدة فی حیاة کلّ موجود حی ـ مصدرهما من السماء والتوجّه إلى السماء توجّه إلى الخالق العظیم لهذه النعم.

وعلى کلّ حال، ما لم ینضج الإنسان فکریاً یصعب زوال آثار الشرک عنه، فبنو اسرائیل الذین تربّوا فی مدرسة التوحید سنین طوال عند نبی من اُولی العزم موسى (علیه السلام) وشاهدوا آثار عظمته بأعینهم عند نجاتهم من قبضة الفراعنة واجتیازهم النیل، وبمجرّد مرورهم على عبدة الأصنام وملاحظتهم الأصنام رجعوا وطالبوا موسى (علیه السلام) بأن یجعل لهم صنماً، فواجههم موسى بردّ فعل شدید وندموا على مقالتهم، ولم یمض وقت طویل عندما توجّه موسى (علیه السلام) إلى جبل الطور بصورة مؤقتة لکی یأخذ الألواح وأحکام الشریعة حتّى استغلّ السامری هذه الغیبة لیصنع لهم صنماً ودعا بنی اسرائیل لعبادته، فترک أکثرهم طریق التوحید ورکعوا لعجل السامری وبقیت فئة قلیلة مع أخ موسى (هارون) ملتزمةً بنهج التوحید وهذا یشیر إلى أنّ القادة السائرین فی طریق التوحید وخصوصاً أمام الأقوام المتخلّفة التی ترعرعت فی أجواء الشرک یواجهون مشکلات کبیرة، وغسل آثار الشرک أساساً من القلوب لیس بالیسیر ویحتاج إلى تربیة فکریة وتربیة ثقافیة صحیحة.

 

أیتوقّعون أن یأتی الله إلیهم!تمهید
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma