یذهب الکثیر إلى أنّ: معنى توحید الذات هو أنّ الله واحد ولیس إثنین، وهذه العبارة غیر صحیحة وغیر مطابقة لما ورد فی الروایة عن أمیر المؤمنین(علیه السلام) فی تفسیر هذه الآیات، لأنّ مفهومها الواحد العددی (أی أن یتصوّر الثانی لله عزّوجلّ ولکن لا وجود خارجی له) ومن المسلّم أنّ هذا کلام غیر صحیح، والصحیح هو أن یقال: إنّ توحید الذات هو أنّ الله واحد ولا یتصوّر له الثانی، وبعبارة اُخرى: إنّ الله لا شبیه له ولا نظیر ولا مثیل، فلا یشبهه شیء ولا هو یشبه شیئاً لأنّ هذا الوجود اللامتناهی الکامل هو الذی یتّصف بهذه الصفة.
ولذا نقرأ فی حدیث عن الإمام الصادق (علیه السلام) حینما سأل أحد أصحابه: أی شیء أکبر من الله؟ فأجاب: «الله أکبر من کلّ شیء»، ثمّ قال الإمام (علیه السلام): «فکان ثَمَّ شیء فیکون أکبر منه؟!»، فقال: فما هو (ما المراد من هذه الکلمة)؟ فأجاب(علیه السلام): «الله أکبر من أن یوصف»(1).