«حُکْم»: على وزن (قُفْل) ویعنی فی الأصل ـ کما یقول الکثیر من کبار اللغویین ـ المنع والصدّ(1) ومن ثمّ اُطلق على (القضاء) و(الحکومة)، لأنّ القاضی والحاکم یمنعان الناس بأحکامهما الحازمة من مخالفتها أو ارتکاب الأعمال الممنوعة.
«حَکَمة»: تعنی الحدیدة التی توضع فی فمّ الحیوان أو أنفه کلجام، ولدى سحبه یتألّم الحیوان ویستسلم ویوجد هنا معنى المنع نفسه أیضاً.
وفی (لسان العرب): لـ (حکم) معان مختلفة کالعلم والفهم والقضاء بالحقّ والعدل (حیث تصدّ هذه الاُمور الإنسان عن المخالفة) ویطلق (حکیم) على من کان ذا معرفة کافیة تصدّه عن ارتکاب الأعمال السیّئة.
ومن اللازم التذکیر بهذه النقطة وهی أنّ هذه الکلمة تستعمل فی الموارد الثلاثة (التشریعیة والقضائیة والتنفیذیة) حیث یطلق الحاکم على الموارد الثلاثة، ولذا فإنّ البعض من کتب اللغة تذکر أنّ أحد معانی (حکم) هو تفویض الأمر والفعل لشخص ما.
ورد فی کتاب (العین) أنّ لفظ (حکمة) یرجع إلى مفهوم العدل والعلم والحلم، ویقول صاحب الکتاب: إنّ هذه الکلمة فُسّرت بمعنى (المنع) أو (المنع من الفساد)، وهذا ینسجم مع ما نقلناه عن اللغویین، والآیات المحکمات اُطلق علیها هذا اللفظ لأنّ صراحتها ووضوحها یمنع من أی تفسیر أو تأویل خاطیء.