برهان الصدّیقین من أدلّة إثبات وجود الله بالاستفادة من القرآن الکریم والروایات، والذی اهتمّ به العلماء والفلاسفة الإسلامیون، وکما یبدو من إسمه أنّه لیس دلیلا عامّاً بل یختصّ بالذین یحظون بمعلومات وفهم أوسع فی العقیدة والفلسفة، ولهم قسط وافر من الذوق ودقّة الملاحظة.
دلیل یتّصف بالتعقید قلیلا وفی الوقت نفسه لطیف وجمیل ومربٍّ للروح.
ومحور هذا الدلیل أنّنا بدلا من دراسة المخلوقات من أجل معرفة الله، نتوجّه للتدبّر فی ذاته المقدّسة للوصول إلى ذاته، وکما یقتضیه الدعاء: «یامن دلّ على ذاته بذاته» نتّخذ منه تعالى طریقاً للوصول إلیه، وکلّ ما فی هذا البرهان من تعقید وظرافة ناشیء عن کیفیة إمکان اتّحاد الدلیل والإدّعاء.
القضیة هی أنّ فی هذا العالم وجوداً فنبادر بتحلیل أصل هذا الوجود ومن خلال تحلیل دقیق نصل إلى أنّ أصل الوجود یجب أن یکون واجباً.
هذه إشارة سریعة ولو أنّها غیر کافیة حیث سنتکلم عن ذلک بالتفصیل ونعود الآن إلى القرآن لنمعن خاشعین فی الآیات التالیة:
1 ـ ( أَوَ لَمْ یَکفِ بِرَبِّکَ اَنَّهُ عَلَى کُلِّ شَىء شَهیدٌ ). (فصّلت / 53)
2 ـ ( شَهِدَ اللهُ اَنَّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَالمَلاَئِکَةُ وَأُوْلُوا العِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لاَ إلهَ إِلاَّ هُوَ العَزِیزُ الحَکِیمُ ). (آل عمران / 18)
3 ـ ( وَاللهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحیْطٌ ). (البروج / 20)
5 ـ ( هُوَ الاْوَّلُ وَالآخِرُ والظّاهِرُ والباطنُ وَهُوَ بکُلِّ شَىء عَلیمٌ ). (الحدید / 3)
6 ـ ( اللهُ نُورُ السَّماوَاتِ وَالأَرْضِ )(1). (النور / 35)