أیتوقّعون أن یأتی الله إلیهم!

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الثالث)
دعنی أرى الله فی السماء!لماذا ألِفوا عالم الحسّ؟!

تحدّثت الآیة الخامسة والأخیرة عن الکفّار والمشرکین وأفکارهم المنحطّة فتقول:

( هل یَنْظُرُونَ إِلاَّ أنْ یَأتِیَهُمُ اللهُ فى ظُلَل مِنَ الغَمامِ والمَلائِکَةُ )(1).

وقد اضطرب المفسّرون بشدّة فی تفسیر هذه الآیة، فقد عدّها بعضهم من متشابهات القرآن فیلزم تفسیرها فی ضوء المحکمات(2)، وقد ذکر البعض سبعة تفاسیر له(3).

وکان تصوّرهم عن مضمون الآیة هو أنّه سیأتی الیوم الذی یأتی فیه الله والملائکة فی ظلّ الغیوم، ولا ینسجم هذا المعنى قطعاً مع ما یستفاد من آیات القرآن الصریحة فی أنّه لیس بجسم ولا یمکن مشاهدته ولذا یجب تأویله.

فی حین أنّ مضمون الآیة شیء أخر، والمراد منه هو الإستفهام الإنکاری ویشبه قولنا للذین یتماهلون فی تحصیل العلم: أتتوقّع أن یُجعل العلم لقمة سائغة توضع فی فمک؟! إن هذا التوقع لیس فی محلّه.

إنَّ الآیة أعلاه تقول أیضاً: هل أنّهم یتوقّعون أن یأتی الله والملائکة للقائهم ویقفون أمامهم ویشهدون لهم؟! إنّه توقّع خاطئ وفی غیر محلّه، فلیس الله بجسم ولا مکان ولا رواح أو مجیء له، وبهذا لیس فی الآیة ـ کما نلاحظ ـ مشکلة خاصّة حتّى تحتاج إلى تأویل وتفسیر معقّد أو أن تحسب من المتشابهات.

وتقول الآیة فی آخرها مهدّدة هذه الفئة المعاندة بالعقاب الشدید: ( وَقُضِىَ الاَْمرُ)، وکان العذاب متحقّق الآن، ولذا جاءت بصیغة الفعل الماضی ثمّ تقول: ( وَإِلَى اللهِ تُرجَعُ الاُمُورُ) ولیس لأحد القدرة على مواجهته ولیس لأحد أن یقاوم أمره، وإذا تعلّقت مشیئته بعقوبة جماعة فکأنّها متحقّقة.

هل یتعلّق هذا التهدید بیوم القیامة أو الدنیا أم الإثنین معاً؟ لا یبعد أن یتعلّق بالإثنین، لأنّ الآیة ذات مفهوم واسع ولا یوجد دلیل على تحدیده بعذاب الدنیا أو الآخرة.

یتّضح ممّا أوردناه فی تفسیر الآیات المذکورة بأنّ المیل إلى الحسّ وتأثیره فی تکوین عقیدة الشرک والانحراف عن محور التوحید طیلة تاریخ الأنبیاء والاُمم السالفة ممّا لا یمکن إنکاره، وأنّ الأقوام المتخلّفة فکریاً وثقافیاً، أو بقیت متخلّفة بفعل إعلام الطغاة، قد اعتقدوا أنّ الوجود منحصر فی المحسوسات وتنتهی الفطرة الإلهیّة بالإله المحسوس وهذا هو أحد العوامل المهمّة فی نشوء عقیدة الشرک فی التاریخ.


1. یقول الفخر الرازی فی التفسیر الکبیر: ج 5، ص 212 اتّفق المفسّرون على أنّ أحد معانی (النظر) هو الانتظار.
2. تفسیر المیزان، ج 2، ص 105.
3. تفسیر الکبیر، ج 5، ص 213 ـ 216.

 

دعنی أرى الله فی السماء!لماذا ألِفوا عالم الحسّ؟!
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma