2ـ إیضاح برهان العلّیة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الثالث)
1ـ برهان العلّة والمعلول فی الفلسفة والکلامتمهید

بعد اتّضاح هذه المقدّمات نرجع إلى أصل برهان العلّیة.

إنّ برهان العلّة والمعلول فی الحقیقة مبنی على أساسین هما:

1 ـ أنّ العالم الذی نعیش فیه (حادث) و(ممکن الوجود).

2 ـ کلّ موجود حادث وممکن الوجود یجب أن ینتهی إلى واجب الوجود، وبعبارة اُخرى یجب أن تنتهی الوجودات الإرتباطیة إلى الوجود المستقل.

وقد تکلّمنا بما فیه الکفایة عن المقدّمة الاُولى وهی حدوث العالم، یبقى أن نثبت الآن المقدّمة الثانیة:

إنّها قضیّة واضحة وحتّى المادّیون والمنکرون لوجود الله یقرّون بها، بَیدَ أنّهم یقولون: إنّ (المادّة) لها وجود أزلی وأبدی ومستقلّ بالذات، لکن هذا الکلام باطل استناداً إلى الأدلّة التی تثبت استحالة أزلیة المادّة وأبدیتها وقد أشرنا إلى ذلک.

ولتوضیح هذه المقدّمة من المناسب أن نقول: مع الإقرار بأنّ العالم حادث فسنواجه خمسة افتراضات لا سادس لها:

فإمّا أن یوجد العالم بدون علّة، أو أن یکون هو علّة لوجوده، أو أن یکون معلوله علّة له، أو أن یکون العالم معلولا لعلّة وهی معلولة لعلّة اُخرى وهکذا إلى ما لا نهایة.

أو أن نقرّ بأنّ کلّ هذه الموجودات الحادثة مستندة إلى موجود أزلی أبدی فوق المادّة، وهذه السلسلة من العلل والمعلولات تنتهی أخیراً إلى (واجب الوجود).

الفرضیة الاُولى: وهی حدوث العالم بدون علّة وتسمّى بفرضیة (الصدفة) وهی فرضیة باطلة، لأنّ الحادث إن لم یحتج إلى علّة فإنّ کلّ موجود یجب أن یوجد فی کلّ زمان وأی ظرف، فی حین نرى بوضوح أنّ الأمر لیس کذلک، حیث یحتاج کلّ حادث لحدوثه إلى توفّر الشرائط والظروف الخاصّة.

وهکذا بطلان الفرضیة الثانیة وهی (أن یکون الشیء نفسه علّة لوجوده) یعتبر أمراً بدیهیاً، لأنّ العلّة یجب أن تکون قبل المعلول ولو کان الشیء علّة لنفسه فلابدّ أن یکون موجوداً قبل وجوده ممّا یستلزم اجتماع (الوجود) و(العدم) وهو ما یطلق علیه بالمصطلح العلمی (الدور).

وهکذا بالنسبة لبطلان الفرضیة الثالثة، حیث یکون معلول الشیء علّة لوجوده، وهو أمر واضح لا یحتاج إلى توضیح.

وأمّا بطلان الفرضیة الرابعة التی تعنی استمرار سلسلة العلل والمعلولات إلى ما لا نهایة فانّه بحاجة إلى إیضاح: (التسلسل) یعنی استمرار سلسلة العلل والمعلولات إلى ما لا نهایة وهذا باطل عقلا لأنّ کلّ معلول یحتاج إلى علّة، ولو إستمرّت هذه السلسلة إلى ما لا نهایة ولم تنته بواجب الوجود فانّه یعنی أنّ مجموعة من ذوات الحاجة غیر محتاجة، فی حین أنّ ما لا نهایة من الفقراء والمحتاجین محتاجون حتماً.

فلو تراکمت ما لا نهایة من الظلمات لا تتحوّل إلى (نور)، وما لا نهایة من (الجهل) لا یکون (علماً)، وما لا نهایة من (الأصفار) لا یکون (رقماً).

لابدّ إذن من انتهاء سلسلة العلل والمعلولات إلى موجود یحتاج شیئاً آخر.. وجود مستقلّ وغنی، وجوده من ذاته، وبعبارة أصحّ أن یکون عین الوجود والوجود المطلق.

وممّا ذکر نستنتج أنّ وجود الممکنات والحوادث فی العالم لابدّ أن ینتهی بوجود واجب أزلی نسمّیه (الله) سبحانه وتعالى.

 

1ـ برهان العلّة والمعلول فی الفلسفة والکلامتمهید
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma