دعوة الأنبیاء العامّة إلى الله الواحد

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الثالث)
تمهیدهل تمتلکون دلیلا على الشرک؟!

إنَّ الآیة الاُولى فی بحثنا هذا تشیر إلى تاریخ الماضین من الأنبیاء وتقول: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِکَ مِنْ رَّسُول إِلاَّ نُوحِى إِلَیهِ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ ).

أجل فإنّ الأنبیاء(علیهم السلام) جمیعاً کانوا ینادون بالتوحید ویدعون الناس إلى الله الواحد ویشهد تاریخهم بهذا الأمر، فکیف یعقل أن یکون للشرک حقیقة وجمیع الأنبیاء یدعون إلى التوحید؟!

فهل کان هناک إله آخر ولکنّه لم یعرّف نفسه؟ أو أنّ الرسل قصّروا فی إبلاغ أمره؟ والعقل السلیم لا یُقرّ بقول من هذه الأقوال.

وکما یقول بعض المفسّرین: یقوم القرآن الکریم فی آیات هذه السورة (الأنبیاء) بالاستدلال العقلی أوّلا لإثبات التوحید: ( لَو کَانَ فِیهِمَا آلهةٌ إِلاَّ اللهُ...)، ثمّ بالدلیل النقلی (آیة البحث) حیث دعا جمیع الأنبیاء الماضین إلى التوحید(1).

أمّا الآیة الثانیة فهی: تطرح هذا المضمون فی إطار آخر حیث تخاطب النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله)(المراد هم الناس طبعاً) وتقول: ( وَاسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِکَ منْ رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحمنِ آلِهَةً یُعْبَدوُنَ ).

وقد احتمل المفسّرون عدّة احتمالات فی کیفیة أمر الرسول الأعظم (صلى الله علیه وآله) بأن یسأل الأنبیاء السابقین مع عدم حضور أحدهم فی عصره، فقد قال البعض: إنّ المراد هو السؤال من الاُمم السابقة کی تثبت القضیّة عن طریق الخبر المتواتر، فالاُمم حتّى التی تعتقد بالتثلیث وأمثاله، عندما تسأل عن ذلک فإنّها تعلن عن اعتقادها بالتوحید وتعبِّر عن ذلک ب (التثلیث فی الوحدة).

وهذه الآیة تعطی ـ فی الحقیقة ـ مفهوم الآیة التالیة حیث خاطبه تعالى بقولِهِ: ( فَاسْئَلِ الَّذِینَ یَقْرَأُونَ الکِتَابَ مِن قَبلِکَ ). (یونس / 94)

وقد احتمل هذا أیضاً وهو: أنّ المراد هو مراجعة کتبهم المتبقّیة فی اُممهم، فإنّ استخراج القضایا منها بمثابة السؤال عن اُولئک الأنبیاء.

وقال جماعة أیضاً: إنّ المراد هو سؤال النبی (صلى الله علیه وآله) من أرواح الأنبیاء (علیهم السلام) السابقین لیلة المعراج بل فی غیر لیلة المعراج، لأنّ روح نبی الإسلام (صلى الله علیه وآله) من العظمة ما لا یعیقها البعد الزمنی والمکانی فکان بإمکانه أن یتّصل بأرواح الأنبیاء السابقین.

وبما أنّ الهدف الرئیس من الآیة هو الاستدلال أمام المشرکین، فقد کان المعنى الأوّل والثانی هو المناسب وذلک لأنّ الإرتباط المعنوی للنبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) مع أرواح الأنبیاء السابقین لم یتقبّله المشرکون وکان مفیداً للنبی (صلى الله علیه وآله) نفسه، وإنّا نعلم أنّ إیمان النبی بالتوحید کان بدرجة لا یحتاج فیها إلى طرح مثل هذا السؤال نفسه.

والتفسیر الثالث یمکن أن یکون من التفسیر الباطنی للآیة وقد تضمّنت روایات متعدّدة الإشارة إلى ذلک(2).

على کلّ حال فإنّ المراد هو أنّ دعوة نبی الإسلام (صلى الله علیه وآله) إلى التوحید لیس أمراً جدیداً أو عجیباً بل أمر قد اتّفق علیه جمیع الأنبیاء الإلهیین وهذا بنفسه دلیل واضح على قضیّة التوحید.

والاستناد إلى الاسم المقدّس (الرحمن) فی هذه الآیة إشارة إلى أنّ من یستحقّ العبودیة هو الإله الذی تشمل رحمته العامّة حتّى الکافرین المشرکین والبشر جمیعاً، فکیف یمکنهم أن یترکوا ولی نعمتهم الذی غمرهم إحسانه ویتوجّهوا إلى الأصنام الخاویة؟


1. تفسیر القرطبی، ج 6، ص 4320.
2. تفسیر البرهان، ج 4، ص 147; تفسیر نور الثقلین، ج 4، ص606 ـ 607.

 

تمهیدهل تمتلکون دلیلا على الشرک؟!
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma