هو المدبّر للاُمور

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الثالث)
الله سبحانه وتعالى ربّ العالمین1 ـ التوحید یعنی حذف الوسائط!

تتحدّث الآیة السادسة والأخیرة عن تدبیر الأمر بدلا من استخدام کلمة (الربّ) وهو مفهوم شبیه بالربوبیة، ولیس عینه تماماً، فتخاطب النبی(صلى الله علیه وآله): ( قُلْ مَن یَرزُقُکُم مِنَ السَّماءِ وَالاَْرضِ ).

مَن الذی سخّر لکم نور الشمس الضروری لوجودکم والأمطار التی تنزل من السماء لتهب الحیاة فی کلّ مکان والهواء الذی تتنفسونه فیمنحکم طراوة ولطافة؟

وهکذا النباتات التی تنبت فی الأرض، وتوفّر المواد الغذائیة والفواکه اللذیذة والمعادن الثمینة التی تستخرجونها من باطن الأرض، من الذی أعطاها لکم؟ هل هذه الأرزاق من الأصنام؟!

ثمّ تذکر الآیة جسم الإنسان وتشیر إلى مجموعیتن من أهمّ أعضائه بعنوان الطریق الأصلی فی ارتباط الإنسان مع العالم الخارجی والمبدأ الأساس للعلوم والأفکار حیث تقول: ( أَمَّن یَملِکُ السَّمعَ والاَبصَارَ )، ثمّ تتناول أهمّ ظاهرة فی عالم الخلقة وهی قضیّة الحیاة والموت وتقول: ( وَمَن یُخرِجُ الحَىَّ مِنَ المَیِّتِ ویُخرِجُ المَیِّتَ مِنَ الحَىِّ)، فهل هذا من فعل الأصنام أیضاً؟!

والآیة فی آخرها بعد ذکر المسائل المهمّة الثلاث (الأرزاق السماویة والأرضیة، السمع والبصر، الحیاة والموت) تذکر القضیّة بصورة کلیّة وجامعة وتقول: ( ومَنْ یُدَبِّرُ الاَْمرَ ).

ومن المسلّم به أنّهم لو راجعوا عقولهم وضمائرهم لم یکن لهم جواب إلاّ أنْ یقولوا الله: (فَسَیَقُولُونَ اَللهُ ).

ثمّ تقول الآیة خذ من هذا الجواب مستمسکاً وقل: (أَفَلاَ تَتَّقُونَ ).

إنّ جمیع الأرزاق المعنویة والمادیّة للإنسان وتدبیر العالم کلّه قد اجتمعت فی الحقیقة فی هذه الآیة، فإنّ الأرزاق المادیّة إمّا تکون من السماء أو من الأرض، والأرزاق المعنویة عادةً تکون عن طریق البصر والسمع اللذین ینقلان العلوم الحسّیة والعقلیة والنقلیة إلى الإنسان، وتدبیر العالم یشمل هذه کلّها وغیرها، فمن یستطیع أن یدّعی أنّ العباد الضعفاء أو الموجودات الحقیرة کالأصنام هی الخالقة لهذه الأرزاق والمدبّرة لهذه الاُمور؟ إنَّ توحید الربوبیة لیس قضیّة معقّدة حتّى بالنسبة لعبّاد الأصنام فیما لو فکّروا قلیلا.

والتعبیر بـ (یملک السمع والأبصار) یمکن أن یکون إشارة إلى خلقها أو حفظ نظامها وتدبیرها أو هذه الاُمور کلّها.

من مجموع الآیات المذکورة والآیات المشابهة لها فی القرآن الکریم وهی کثیرة وواسعة نحصل على هذه الحقیقة، وهی أنّ القرآن الکریم یعرّف الله القادر المتعال بأنّه هو المالک والمربّی والمدیر والمدبّر لعالم الوجود کلّه وکلّ شیء، وکلّ موجود فی السماء والأرض والعرش والکرسی والبشر فی الزمان الحاضر والماضی، ونقول بصراحة لا ربّ لعالم الوجود غیره.

 

الله سبحانه وتعالى ربّ العالمین1 ـ التوحید یعنی حذف الوسائط!
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma