4 ـ الإیمان بتوحید المالکیة وتأثیراته التربویة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الثالث)
3 ـ شرعیة الحکومات تستمد من الله فقطتمهید

ممّا ذکر یتّضح جانب من تأثیر الإیمان بهذا النوع من التوحید وهو مدى تأثیر الإعتقاد بحاکمیة الله فی جمیع الأبعاد، وأنّ الحکومة ودیعة إلهیّة عند الناس، فعند التعیین سواء کان فی المسؤولیات الکبیرة فی الحکومة أو الصغیرة ینبغی أن یراعى فیه مبدأ الأمانة والودیعة الإلهیّة وعدم التضحیة بالضوابط فداءً للعلاقات وعدم التضحیة بمصالح المجتمع من أجل المصالح الشخصیة.

وأمّا من جهة الحکّام فانّا نعلم بأنّ المشکلة الهامّة فی العالم هی مشکلة الحکّام المستبدّین الذین أضرموا النیران طیلة التاریخ فی مناطق واسعة من العالم، أو فی العالم بأسره وجلبوا المصائب والشقاء الکبیر للبشریة.

فی هذا العصر قام (هتلر) بقتل عشرات الملایین، و(ستالین) مسؤول عن مقتل 30 ملیون إنسان! حسب الإحصاءات المروّعة التی نشرت من قبل شعبه، ولا تزال أوضاع العالم بهذا النحو وان کانت بصور اُخرى.

فی حین لو کان الإنسان ذا رؤیة توحیدیة لآمن بأنّ الحکومة المطلقة مختصّة بالله تعالى وقد فوّضت إلیه بإذنه عزّ وجلّ وإعانة عباده وأنّه خلیفة الله فی الأرض وعلیه یجب أن لا یکون إنساناً مستبدّاً مغروراً وظالماً أبداً، وعندما یصل إلى الحکومة یقول کما قال علی(علیه السلام): «... وما أخذ الله على العلماء ألاّ یقارّوا على کظَّة ظالم ولا سغب مظلوم لألقیت حبلها على غاربها ولسقیت آخرها بکأس أوّلها ، ولألفیتم دنیاکم هذه أزهد عندی من عفطة عنز»(1).

أجل إنّه یرى الحکومة فی کلّ الأحوال ودیعة إلهیّة وهو أمینها ومسؤول أمام صاحبها الأوّل، وهذه الرؤیة یمکن لها أن تقلب صورة الحکومة فی العالم بشرط أن تنفذ إلى أعماق الروح وتتلوّن الروح الإنسانیة بلونها.

ولا یصدق هذا الأمر على المتصدین فی الحکومة فحسب، بل یصدق على جمیع العاملین فی الحکومة والاُمراء والقادة والمدُراء والقضاة.

المعلوم من مجموع ما مرّ من أبحاث هو أنّ الحکومة فی الإسلام لیس لها شکل استبدادی ولیست من الطراز الدیمقراطی الغربی، بل هی نوع من الحکومة الشعبیة التی تعمل فی إطار العقیدة ولها لون إلهی فی أساسها، عن هذا الطریق تکتسب لوناً شعبیاً وتنشأ کلّ امتیازاتها من هنا.

وهناک کلام طویل حول (الحکومة فی القرآن) وموضوع البحث هنا هو (التوحید فی الحاکمیة) و(نشوء الحکومة من الله) ولذا نوکل الباقی إلى البحث العامّ حول الحکومة بإذن الله.


1. نهج البلاغة، الخطبة 3.

 

3 ـ شرعیة الحکومات تستمد من الله فقطتمهید
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma