هو الأوّل والآخر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الثالث)
إحاطة الوجود الإلهیهو نور العالم

تقول الآیة الرابعة ـ وهی من الآیات الاُولى من سورة الحدید وفیها ذکر لصفات الله سبحانه بشکل عمیق وواسع : ( هُوَ الأَوَّلُ وَالاَخِرُ والظَّاهِرُ والبَاطِنُ وهُوَ بِکُلِّ شَىء عَلیمٌ ).

إنّ هذه الصفات الخمس التی اجتمعت فی الآیة بیان جلی لذاته المقدّسة اللامتناهیة.

هو (الأوّل) أی هو الأزلی دون أن تکون له بدایة، وهو (الآخر) أی الأبدی الذی لا نهایة له، وهو (الظاهر) أی البیّن دون أن یکون خافیاً على أحد، وهو (الباطن) أی أنّ ذاته لیست ظاهرة لأحد (لعدم قدرة الموجودات المحدودة کالإنسان على إدراک الحقیقة اللامتناهیة) دون أن یکون محجوباً عن عباده.

ولذا فانّه سبحانه عالم بکلّ شیء لأنّه موجود فی البدایة، وسوف یبقى حتّى النهایة وحاضر فی ظاهر العالم وباطنه.

وهناک تفسیرات متعدّدة ذکرها المفسّرون فی تفسیر الصفات الأربع: (الأوّل) و(الآخر) و(الظاهر) و(الباطن) إلاّ أنّها غیر متنافیة ویمکن جمعها فی مفهوم الآیة.

فتارةً قالوا: إنّه الأوّل قبل وجود أی شیء وهو الآخر بعد هلاک کلّ شیء، ودلائل وجوده ظاهرة ولا یمکن إدراک باطن ذاته.

وتارةً قالوا: هو الأوّل ببرِّه حیث هدانا، والآخر بعفوه حیث یقبل التوبة، والظاهر بإحسانه وتوفیقه عند طاعته والباطن فی ستر عیوب العباد عند المعصیة (الأوّل ببرّه إذ هداک والآخر بعفوه إذْ قبل توبتک، والظاهر بإحسانه وتوفیقه إذا أطعته، والباطن بستره إذا عصیته)(1) وقد ورد أنّ النبی (صلى الله علیه وآله) کان یقول فی دعائه: «اللهمّ أنت الأوّل فلیس قبلک شیء، وأنت الآخر فلیس بعدک شیء، وأنت الظاهر فلیس فوقک شیء وأنت الباطن فلیس دونک شیء»(2).

على أیّة حال، فإنّ الآیة الکریمة أعلاه، فی عین إثباتها بطلان أفکار الصوفیة فی استقلالیة الخالق عن المخلوق والمخلوق عن الخالق، فإنّها تبیّن حقیقة وهی أنّ الذات الإلهیّة المقدّسة مطلقة ولا نهایة ولا حدود لها.

أی هو وجود بلا عدم، ولو أنّا تدبّرنا حقیقة الوجود جیّداً ونزهناه من العدم فسوف نصل إلى ذاته المقدّسة، وهذا جوهر برهان الصدّیقین وروحه.

ومن البدیهی أنّ الموجود المحدود یکون موضعه إمّا فی البدایة أو النهایة، وإمّا فی ظاهر الأشیاء أو باطنها، واتّصاف الله سبحانه بأنّه الأوّل والآخر والظاهر والباطن هو لکونه وجوداً غیر متناه ولا محدود.


1. راجع تفاسیر مجمع البیان; المیزان; الکبیر; روح البیان.
2. تفسیر القرطبی، ج 9، ص 6406.

 

إحاطة الوجود الإلهیهو نور العالم
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma