إنَّ الوهم أساس الشرک، وکلّما ازدادت قوّة الوهم والخیال ونشطت لدى الإنسان اتَّسَعَ اُفق اعتقاده فی الأصنام وبرکاتها وآثارها إلى حدّ یضع الموجودات الفاقدة للشعور والعقل، الموجودات الجامدة والتافهة والمصنوعة من الحجر والخشب على جناح الوهم والخیال ویطیر بها بشکل ینسب لها کلّ قدرة ویتذلّل لها کی ینعم ببرکتها! أجل، إنّ المصالح الوهمیة فی الأصنام عامل آخر من عوامل الشرک على مرّ التاریخ، وبهذا التمهید نتأمل خاشعین فی الآیات القرآنیة التالیة:
1 ـ ( وَیَعبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ مَا لاَ یَضُرُّهُمْ وَلاَ یَنفَعُهُمْ ویَقُولُونَ هؤُلاَءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللهَ بِمَا لاَ یَعلَمُ فِى السَّماواتِ وَلاَ فِى الأَرضِ سُبحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا یُشْرِکُونَ). (یونس / 18)
2 ـ ( وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ آلِهةً لَعَلَّهُمْ یُنْصَرُونَ). (یس / 74)
3 ـ ( وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ آلِهةً لِّیَکُونُوا لَهُمْ عِزّ). (مریم / 81)
4 ـ ( أَلاَ للهِِ الدِّینُ الخَالِصُ وَالَّذِینَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِیَاءَ مَا نَعبُدُهُمْ إِلاَّ لِیُقَرِّبُونَا إِلَى اللهِ زُلْفَى إِنَّ اللهَ یَحکُمُ بَینَهُمْ فِى مَا هُمْ فِیهِ یَختَلِفُونَ إِنَّ اللهَ لا یَهدِى مَنْ هُوَ کَاذِبٌ کَفَّارٌ). (الزمر / 3)