2 ـ تاریخ عبادة الأصنام والأوثان

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الثالث)
1 ـ منشأ الإعتقاد بالشفاعة3 ـ عوامل اُخرى للشرک وعبادة الأصنام

إنّ أوّل من أقام عبادة الأصنام بین العرب هو عمرو بن لُحَی من قبیلة خزاعة، فقد خرج من مکّة إلى الشام فی بعض اُموره فلمّا قدم مآب من أرض البلقاء رآهم یعبدون الأصنام فقال لهم: ما هذه الأصنام التی أراکم تعبدون؟ قالوا له: هذه أصنام نعبدها، نستمطرها فتمطرنا ونستنصرها فتنصرنا; فقال لهم: أفلا تعطوننی منها صنماً فأسیر به إلى أرض العرب فیعبدوه؟ فأعطوه صنماً یقال له (هُبل)، فقدم به مکّة فنصبه، وأمر الناس بعبادته وتعظیمه وکانت هناک صخرة یلی علیها السویق للحجّاج رجل من ثقیف وکانت تسمّى صخرة اللات، مات الرجل فقال لهم عمرو: إنّه لم یمت ولکن دخل فی الصخرة وأمرهم بعبادتها...(1).

ونقل بعض آخر، إنّ ظهور عبادة الأصنام ابتدأته جماعة کانت تنزّه الله إلى درجة لم تسمح لهم بعبادته ولذا صنعت صنماً أجلّ للتقرّب إلیه! أو أنّها اعتقدت إنّ الإله عندما یخفى عن الحسّ والعقل فعبادته غیر ممکنة، ولذا یجب التقرّب إلیه من خلال المحسوسات!

وقال بعض المؤرّخین:

«ویزعمون أن أوّل ما کانت عبادة الحجارة فی بنی إسماعیل إنّه کان لا یظعن من مکّة ظاعن منهم، حتّى ضاقت علیهم، والتمسوا الفسح فی البلاد إلاّ حمل معه حجراً من حجارة الحرم تعظیماً للحرم فحیثما نزلوا وضعوه فطافوا به کطوافهم بالکعبة حتّى سلخ ذلک بهم إلى أن کانوا یعبدون ما استحسنوا من الحجارة وأعجبهم(2) حتّى خلق الخُلوف...».

کما ورد فی تفسیر المیزان:

وقد کان عبدة الأصنام یعبدون الأصنام لیتقرّبوا بعبادتها إلى أربابها وبأربابها إلى ربّ الأرباب وهو الله سبحانه ویقولون: «إنّنا على ما بنا من ألواث البشریة المادیّة وقذارات الذنوب والآثام لا سبیل إلى ربّ الأرباب لطهارة ساحته وقدسها ولا نسبة بینها وبینه.

فمن الواجب أن نتقرّب إلیه بأحبّ خلائقه إلیه وهم أرباب الأصنام الذین فوّض الله إلیهم أمر تدبیر خلقه، ونتقرّب إلیهم بأصنامهم وتماثیلهم وإنّما نعبد الأصنام لتکون شفعاء لنا عند الله لتجلب إلینا الخیر وتدفع عنا الشرّ فتقع العبادة للأصنام حقیقة، والشفاعة لأربابها وربّما نسبت إلیها»(3).

وبهذا ألبسوا معتقداتهم الخاطئة والخرافیة ثوباً منطقیاً فی الظاهر، وظهر الضلال على صورة الهدى واحتلّت وساوس الشیطان مواقع المنطق والبرهان.


1. تفسیر روح البیان، ج 4، ص 26 (مع اختصار یسیر) وقد ذکر العلاّمة المجلسی فی بحار الأنوار، ج 3، ص 248 بعد الروایات: 1، 7، 8 قصّة ظهور الشرک فی قوم نوح هذا وقد ورد فی (بلوغ الإرب ج2، ص200) قصّة عمرو بن لحی وهدیته الخبیثة التی جاء بها من الشام کما نقل ابن هشام فی السیرة النبویة ج 1، ص 78. موضوعاً قریباً من هذا المضمون.
2. سیرة ابن هشام، ج 1، ص 79.
3. تفسیر المیزان، ج 10، ص 27 ذیل الآیة 18 من سورة یونس.

 

1 ـ منشأ الإعتقاد بالشفاعة3 ـ عوامل اُخرى للشرک وعبادة الأصنام
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma