3 ـ التفویض لون من الشرک

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الثالث)
2 ـ تاریخ الدیانات وخرافة الوسائط4 ـ هل أنّ الملائکة تدبر الاُمور؟

بالرغم من أنّ للتفویض معانی مختلفة تبلغ سبعة عند بعض، ووجود بحوث واسعة مرتبطة به، إلاّ أنّ من اللازم التذکیر بأنّ جمعاً من المسلمین القائلین بالتفویض قد ظهروا وهم یحملون عقیدة بأنّ الله تعالى خلق النبی(صلى الله علیه وآله) والأئمّة المعصومین(علیهم السلام) ثمّ أوکل إلیهم أمر الخلق والرزق والموت والحیاة لسائر الموجودات فی العالم.

وأفضل ما قیل عن هذه العقیدة هوماذکره العلاّمة المجلسی (رحمه الله) فی مرآة العقول: «ثم اعلم أنّ التفویض یطلق على معان بعضها منفی عنهم (علیهم السلام) وبعضها مثبت لهم، فالأوّل: إنّ التفویض فی الخلق والرزق والتربیة والإماتة والإحیاء، فإنّ قوماً قالوا: إنّ الله خلقهم وفوّض إلیهم أمر الخلق فهم یخلقون ویرزقون ویحییون ویمیتون وهذا یحتمل وجهین:

أحدهما: أن یقال: إنّهم یفعلون جمیع ذلک بقدرتهم وإرادتهم وهم الفاعلون له حقیقة وهذا کفر صریح، دلّت على استحالته الأدلّة العقلیّة والنقلیة ولا یستریب عقل فی کفر من قال به.

وثانیهما: إنّ الله تعالى یفعلها مقارناً لإرادتهم کشقّ القمر وإحیاء الموتى وقلب العصا حیّة وغیر ذلک من المعجزات، فانّها جمیعها إنّما تقع بقدرته سبحانه مقارناً لإرادتهم لظهور صدقهم فلا یأبى العقل من أن یکون الله تعالى خلقهم وأکملهم وألهمهم ما یصلح فی نظام العالم ثمّ خلق کلّ شیء مقارناً لإرادتهم ومشیئتهم، وهذا وإن کان العقل لا یعارضه بتاتاً لکن الأخبار الکثیرة ممّا أوردناها فی کتاب (بحار الأنوار) یمنع من القول به فیما عدا المعجزات ظاهراً بل صریحاً»(1).

وعلیه فإنّ الاحتمال الثانی غیر محال عقلا، إلاّ أنّ الأدلّة النقلیة لا ترتضیه، وقد کثرت الاُمور التی لیست محالة عقلا ولکن الشرع یرفضها، فمن الممکن ـ مثلا ـ أن یکون عدد الأنبیاء أو الأئمّة أکثر من المعروف إلاّ أنّ الأدلّة النقلیة قد حدّدت أعدادهم بما نعلمه.

وهناک احتمال ثالث وهو أنّ الله عزّ وجلّ یوهب النبی أو الإمام قدرة یستطیع بها إحیاء المیّت أو إبراء المریض من مرضه المستعصی بإذنه والظاهر من الآیات القرآنیة حول السیّد المسیح هو ما ذکرنا، وهذا کلّه ممکن أیضاً بالنسبة للمعصومین، ولکن کما وردت فی العبارات المذکورة تکون هذه المسألة فی إطار المعجزات والکرامات فقط، لا فی مورد خلق السماء والأرض وتدبیر اُمور الکائنات، لأنّ القرآن الکریم قد صرّح فی حصر أمر الخلق والتدبیر والربوبیة فی الله عزّ وجلّ، والآیات التی ذکرناها فی هذا الفصل حول التوحید والربوبیة شاهدة على هذا المعنى.

وبما أنّ الإنسان الکامل هو الغایة الأساسیة من الخلق وبما أنّ المعصومین هم أفضل البشر، یمکن القول أنّ عالم الوجود قد خلق من أجلهم، وبتعبیر آخر، أنّهم بمثابة العلّة الغائیة لعالم الوجود.


1. مرآة العقول، ج 3، ص 143 (باختصار).

 

2 ـ تاریخ الدیانات وخرافة الوسائط4 ـ هل أنّ الملائکة تدبر الاُمور؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma