بزوغ الشمس دلیل علیها

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الثالث)
القرآن وبرهان الصدّیقین:(1)إحاطة الوجود الإلهی

فی الآیة الثانیة یدور الحدیث حول شهادة الله سبحانه على وحدانیته ثمّ شهادة الملائکة والعلماء حیث تقول: (شَهِدَ اللهُ اَنَّهُ لاَ إِله إِلاَّ هُوَ وَالمَلاَئِکَةُ وَاُولُوا العِلْمِ)، وتضیف: أنّ ذلک یکون مع قیام الله سبحانه بالعدل وإدارة العالم على محور العدل: (قَائِمَاً بِالقِسطِ ).

وبما أنّ القیام بالقسط والعدل یحتاج إلى أصلین هما: القدرة والعلم لکی تتحدّد موازین العدل بالعلم أوّلا وتطبّق بالقدرة ثانیاً، أضافت الآیة فی ذیلها: (لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ العَزِیزُ الحَکِیمُ).

والمراد من شهادة الملائکة واُولو العلم واضح، ولکن ما هو المراد من شهادة الله؟

هناک خلاف بین المفسّرین، حیث اعتقد البعض أنّ المراد هو الشهادة (الفعلیة) و(القولیة) أی أنّه شهد على وحدانیته بعرض آیات عظمته فی عالم الوجود وفی الآفاق وفی الأنفس من جهة، وکذلک من خلال آیات التوحید النازلة فی الکتب السماویة من جهة اُخرى.

فی حین ذکر بعض المفسرین الشهادة القولیة وحدها، وذکر بعض آخر الشهادة الفعلیة، بید أنّ مفهوم الآیة یتضمّن ـ بالتأکید ـ شهادة أعلى وأرفع من هذه، بل هی أهمّ مصداق للشهادة وهی أنّ ذاته شاهدة على ذاته کمصداق لما ورد: «یامن دلّ على ذاته بذاته» انّه سبحانه أفضل دلیل على وجوده وهو الهدف الذی یقصده برهان الصدّیقین.

ولا مانع من اجتماع المعانی الثلاثة (الشهادة الذاتیة والفعلیة والقولیة) فی مفهوم الآیة.

وقد استنتج البعض من عبارة (قائماً بالقسط) بأنّ آیات العدل والنظم والتقدیر فی عالم المخلوقات هی مصداق بیّن لشهادته سبحانه وتعالى على وحدانیته، وهو استدلال جیّد (ولا ضیر فی انفصال الملائکة عن (اُولو العلم) کما یشیر تفسیر المیزان إلى هذا المعنى)، کما لا یمنع من عمومیة الآیة وسعة مفهومها وشمول ما قلنا.

وکما ذکرنا من قبل فإنّ القائم بالعدل یحتاج إلى العلم والقدرة، وهاتان الصفتان موجودتان فی ذاته المقدّسة واتّصاف الباری بـ (العزیز الحکیم) فی ذیل الآیة إشارة إلى هذا المعنى الدقیق.

 

القرآن وبرهان الصدّیقین:(1)إحاطة الوجود الإلهی
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma