الجواب الدائم للمشرکین

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الثالث)
عبادة الأصنام دین أجدادنا!1 ـ التقلید، عامل للتقدّم أم للإنحطاط؟

إنّ الآیة الرابعة تنقل هذا المضمون على صورة إجابة دائمة من قبل مشرکی مکّة حیث تقول: ( وَاِذَا قِیلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما اَنزَلَ اللهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلفَینَا عَلَیهِ آبَاءَنَا ).

وهذا فی الحقیقة هو منطق کلّ معاند لجوج حیث یتوسّل بالتقلید حینما یعجز عن کلّ شیء، التقلید الأعمى للأسلاف الضالّین والجاهلین والتفاخر بذلک دون امتلاک أی جواب تجاه الأدلّة المحکمة التی أقامها الأنبیاء لإثبات حقّانیة دعوتهم وبطلان الشرک وعبادة الأصنام.

والقرآن الکریم یردّ هذا المنطق بجملة قصیرة واحدة حیث تقول فی طول هذه الآیة بشکل سؤال: ( أَوَلَو کَانَ آباؤُهُم لاَ یعقِلُونَ شَیئاً ولاَ یَهتَدُونَ )(1).

أی أنّ تقلیدهم لو کان کتقلید الجاهل للعالم لکان مقبولا، ولکنّه لیس کذلک بل هو تقلید جاهل لجاهل آخر، واتّباع ضال لضال آخر، فمثلهم کالأعمى الذی یقوده أعمى آخر.

إنّ هذه الآیة وما سبقها من آیات تتحدّث ـ کما یفهم من سیاقها ـ عن مشرکی العرب، وما احتمله بعض المفسّرین من انّها تقصد الیهود وما ورد عن ابن عباس بشأن سبب نزولها یُعد أمراً بعیداً.

تحدّثت الآیة الخامسة والأخیرة عن مشرکی العرب أیضاً حیث کانوا: (وإِذَا تُتْلَى عَلَیهِم آیَاتُنَا بَیِّنَات قَالُوا مَا هَذَا إِلاَّ رَجُلٌ یُرِیدُ أَن یَصُدَّکُم عَمَّا کَانَ یَعبُدُ آبَاؤُکُمْ ).

والملفت للنظر أنّ القرآن الکریم یقول: إنّهم کانوا یواجهون (الآیات البیّنات) بمنطق (التقلید) والاستهزاء بالنبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) فکانو یدعونه بکلمة «رجل» ولکی یستمیلوا عامّة الناس إلیهم یخاطبونهم بـ (أسلافکم) بدلا من (أسلافنا) لیثیروا عصبیتهم فی مواجهة النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله).

ومن مجموع هذه الآیات نستنتج أنّ ظاهرة التقلید الأعمى تعدّ من العوامل المؤثّرة فی تناقل الإعتقاد بالصنم فی العصور والقرون السالفة، ولم یکن الرسول الکریم (صلى الله علیه وآله)الوحید من الأنبیاء الذی تعرض لهذا الاُسلوب عندما صدع بدعوته ونهض لمقارعة الشرک وعبادة الأصنام، فقد واجهه قومه بحجة تقلید الآباء والأجداد ومن سلفوا، وقد جاء هذا المعنى فی الآیة 43 من سورة سبأ والآیة 22 من سورة الزخرف بل إنّ أنبیاءً ورسلا أمثال موسى (علیه السلام)، کما ورد فی الآیة 78 من سورة یونس وابراهیم(علیه السلام)، وکما ورد فی الآیات 70 إلى 74 من سورة الشعراء وهود (علیه السلام)، وکما ورد فی الآیة 70 من سورة الاعراف وصالح (علیه السلام)، وکما ورد فی الآیة 62 من سورة هود تعرضوا إلى مثل ما تعرض له الرسول (صلى الله علیه وآله) حیث واجههم أقوامهم بحجة تقلید الاسلاف والسیر على عاداتهم التی ألفوها منهم.

وهذه الحجة الواهیة والمزیفة تثار فی أوساط جمیع الأقوام وعلى مرّ العصور، فعبدة الأصنام وفی کافة انحاء العالم ومن أجل مواجهة الأنبیاء والرسل وحملة رایة التوحید، فانهم یثیرون مثل هذه الحجة الجاهله، وقد أشارت الآیة 23 من سورة الزخرف إلى هذا المعنى.

ومن الواضح أنّ التقلید الأعمى لم یکن العامل الأوّل لظهور الشرک، بل یشکّل عاملا لاستمراره وانتقاله من جماعة إلى اُخرى ومن جیل إلى جیل.


1. فی الآیة جملة مقدّرة معناها: «أیتّبعون ما ألفوا علیه آباءهم فی کلّ حال وفی کلّ شیء ولو کان آباؤهم لا یعقلون شیئاً ولا یهتدون».

 

عبادة الأصنام دین أجدادنا!1 ـ التقلید، عامل للتقدّم أم للإنحطاط؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma