الأصنام شفعاؤنا؟!

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الثالث)
شرح المفردات1 ـ منشأ الإعتقاد بالشفاعة

تشیر آیة البحث الاُولى إلى إحدى المعتقدات المعروفة لدى المشرکین فی الأصنام حیث تقول الآیة: (وَیَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ مَا لاَ یَضُرُّهُم وَلاَ یَنفَعُهُم وَیَقُولُونَ هؤُلاَءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللهِ ).

الکلام فی أنّ هؤلاء کیف اعتقدوا بأنّ هذه الموجودات الجامدة لها الشفاعة عند الله؟

للإجابة على السؤال قال بعض العلماء: إنّ المشرکین کانوا یعتقدون أنّ عبادة الأصنام بمنزلة عبادة الله ووسیلة للتقرّب إلیه، وقد ظهر هذا الإعتقاد من طرق مختلفة.

وکانت فئة تقول: لسنا أهلا لعبادة الله دون واسطة، لأنّه عظیم جدّاً ولذا نعبد الأصنام کمظهر وصورة عن الملائکة لکی تقرّبنا إلى الله، بینما قالت فئة اُخرى بأنّ الأصنام هی القبلة لنا لدى عبادة الله کما یستقبل المسلمون القبلة عند العبادة، وقد اعتقدت فئة اُخرى بأنّ کلّ صنم یقترن به شیطان وکلّ من یعبد الصنم ویؤدّی حقّ عبادته فإنّ ذلک الشیطان یلبّی حوائجه بأمر الله وإن لم یعبده فإنّ الشیطان یسیء إلیه(1)، وإلى ما شاکل من هذه الخرافات والأوهام.

وتشیر الآیة الثانیة إلى عقیدة اُخرى عند المشرکین حیث تقول: (وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ آلِهةً لَعَلَّهُم یُنصَرُونَ)، وذلک من أجل أن تبادر إلى حلّ مشاکلهم وإعانتهم فی الإبتلاءات والحروب والأمراض، وتدفع عنهم خطر الجوع والقحط والجفاف، وتدافع عنهم فی الآخرة; ویا له من خطأ فادح!؟ فإنّ القضیّة کانت معکوسة حیث یهرعون لإنقاذ أصنامهم من الأخطار ویحفظونها من الأعداء والناهبین! کما نقرأ فی قصّة إبراهیم (علیه السلام): (قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَـتَکُم إِن کُنتُم فَاعِلِینَ) (الأنبیاء / 68)

إنَّ اعتقادهم بأنَّ الأصنام تحمیهم وتعینهم لم یکن سوى خیال ووهم قطعاً، ولهذا الإعتقاد سببٌ فی الإنحطاط الفکری والتخلّف الثقافی، وهذا الأمر هو أحد مصادر الشرک على مرّ التاریخ.

وقد طرحت الآیة الثالثة هذا المضمون بشکل آخر حیث تقول: (وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللهِ آلِهةً لِّیَکُونُوا لَهُم عِزّ)، ولیس المراد من العزّة هو السمعة، بل اکتساب القوّة والنصر والشفاعة من عند الله، وکان هذا أیضاً ولیداً لتوهّمهم، ولذا نلاحظ فی هذه الآیة من سورة مریم نفسها بأن حُجب الأوهام حینما تزول ویتنبّهُ العقل فإنّ المشرکین یدرکون خطأهم الفظیع وسرعان ما ینکرون عبادة الأصنام وینقمون علیها، کما ورد بإنّ المشرکین یقولون یوم القیامة: ( وَاللهِ رَبِّنَا مَا کُنَّا مُشرِکِینَ ). (الأنعام / 23)

وأخیراً فإنّ الآیة الرابعة والأخیرة بعد الإعلان عن: ( أَلاَ للهِِ الدِّینُ الخَالِصُ)فهی تهدّد المشرکین وتضیف: (وَالَّذِینَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِیَاءَ مَا نَعبُدُهُم إِلاَّ لِیُقرِّبُونَا إِلَى اللهِ زُلفَى اِنَّ اللهَ یَحکُمُ بَینَهُم فِى مَا هُمْ فیه یَخْتِلِفونَ إِنّ اللهَ لاَ یَهدِى مَن هُوَ کَاذِبٌ کَفَّارٌ)(2).


1. بلوغ الإرب، ج 2، ص 197.
2. قال کثیر من المفسّرین بأنّ (والذین) مبتدأ وخبره (إنّ الله یحکم بینهم) وجملة (ما نعبدهم) فیها محذوف هو بمنزلة الحال والتقدیر (قائلین ما نعبدهم...).

 

شرح المفردات1 ـ منشأ الإعتقاد بالشفاعة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma