بما أنّ الفطرة الإنسانیة ـ کما أسلفنا فی بدایة بحث التوحید ـ قد نشأت على التوحید والوحدانیة، کما أنّ الأدلّة العقلیة والنقلیة الواضحة تعزّر هذه الفکرة، فإنّ هذا السؤال یطرح نفسه وهو: ما السبب فی أن ینبت الشرک وینمو کالشوک فی طریق معرفة الله لدى الإنسان؟ وما هی جذور هذا الانحراف الکبیر أو الانحراف الفکری الأکبر لدى الإنسان؟
من خلال دراسة تاریخ الأنبیاء (علیهم السلام) والاقوام البشریة المختلفة وادّعاءات عبدة الأوثان على مرّ التاریخ نستطیع کشف الستار عن الجذور الأساسیة للشرک، ومن المُسلّم أن معرفة مصادر وجذور الشرک ستکون عاملا مساعداً ومؤثراً فی مواجهة هذه الآفة الکبرى، لأنّ معرفة أسباب أی مرض تکون کفیلة بعلاج ذلک المرض.
وبهذا التمهید نراجع القرآن الکریم لنتأمل الآیات التالیة:
1 ـ (وَمَنْ یَدْعُ مَعَ اللهِ الهاً آخَرَ لاَ بُرهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ اِنَّهُ لاَ یُفْلِحُ الکَافِرُونَ). (المؤمنون / 117)
2 ـ (مَا تَعْبدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ أَسْماءً سَمَّیتُمُوهَا أَنْتُم وَآبَاؤُکُم مَّا أَنْزَلَ اللهُ بِها منْ سُلْطَان إِنِ الحُکمُ إِلاَّ للهِِ أمَرَ أَلاَّ تَعْبُدوا إِلاَّ إیَّاهُ ذلِکَ الدِّینُ القَیَّمُ وَلَکِنَّ أَکْثَرَ النَّاسِ لاَ یَعْلَمُونَ). (یوسف / 40)
3 ـ (وَیَعْبدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ مَا لَم یُنَزِّلْ بهِ سُلْطاناً ومَا لَیْسَ لَهُمْ بهِ عِلْمٌ وَمَا لِلظَّالِمینَ مِنْ نَّصِیر). (الحجّ / 71)
4 ـ ( أَلاَ إِنَّ للهِِ مَنْ فِى السَّماواتِ وَمَنْ فِى الاَْرْضِ وَما یَتّبِعُ الَّذِینَ یَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ شُرَکاءَ إِنْ یَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ یَخْرُصُونَ). (یونس / 66)
5 ـ ( وَمَا یَتَّبِعُ أَکثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنّاً إِنَّ الظَّنَّ لاَ یُغْنِى مِنَ الحَقِّ شَیئاً إِنَّ اللهَ عَلیمٌ بِمَا یَفعَلُونَ).(یونس / 36)
6 ـ ( إِنْ هِىَ إِلاَّ أَسْماءٌ سَمَّیْتُمُوهَا أَنْتُم وَآباؤُکُمْ مَّا أَنْزَلَ اللهُ بِها مِنْ سُلْطان إِنْ یَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَنَّ وَما تَهوى الأَنْفُسُ). (النجم / 23)
7 ـ ( أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَکُم هَذَا ذِکْرُ مَنْ مَّعِىَ وذِکْرُ مَنْ قَبْلِى بَل أَکْثَرُهُمْ لاَ یَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُم مُّعْرِضُونَ). (الأنبیاء / 24)