لماذا هذا الإهتمام الکبیر بقضیّة التوحید والشرک؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الثالث)
إبراهیم(علیه السلام) الأسوة الحسنة فی مقارعة الشرکدلائل التوحید

نحن نعلم بصورة إجمالیة إنّ للإسلام بل والدیانات السماویة کلّها حسّاسیة غیر اعتیادیة تجاه الشرک، غیر أنّ الدلیل على ذلک لیس واضحاً للکثیر، ویمکن تقدیم أربعة أدلّة أساسیة على هذه الحساسیة والإهتمام بقضیّة التوحید والشرک المصیریة:

1 ـ التوحید هو الأساس لمعرفة صفات الله ولا یمکن إدراک الصفات دون ملاحظة أصل التوحید، لأنّ وحدانیته ـ کما سیأتی توضیحها ـ تنشأ من لا محدودیته، والوجود جامع لکلّ الکمالات وخال من کلّ عیب ونقص، والحقیقة أنّنا لو عرفناه بتوحیده الحقیقی فسوف نعرف صفاته کلّها، بَیدَ أنّ الإعتقاد بالشرک هو الذی یصدّنا عن ذلک.

2 ـ فروع التوحید تبلغ عالم الوجود ذات الله المقدّسة، حیث أنّ عالم الوجود واحد وهو متّصل الأجزاء وتحتاج معرفته الصحیحة إلى دراسة أجزائه مجتمعة، ولو تصوّرنا موجودات العالم کوجودات متفرّقة فإنّا سوف نخطىء کثیراً فی معرفة العالم وإذا سألنا أنفسنا: من أین تلقّینا هذا الدرس، وهو أنّ عالم الوجود کتلة واحدة؟

الجواب: من وحدانیة الله، لأنّ وحدة الله دلیل على وحدة العالم، ووحدة العالم دلیل على وحدته تعالى: ( مَا تَرَى فِى خَلْقِ الرَّحْمنِ مِن تَفَاوُت فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُور). (الملک / 3)

3 ـ إنّ أهمّ العناصر التی تبعث على تطوّر العالم الإنسانی وتکامله هو وحدة المجتمع البشری، فالاختلاف والتفرّق ـ کان وسیبقى ـ هو العامل على الدمار والضعف والتخلّف، فی حین یشکل الإتّحاد والوحدة الحجر الأساس للقوّة والإقتدار والعمران والبناء.

إنّ الإیمان بالله بمثابة حلقة الوصل التی تؤلّف بین الملایین من البشر وتزیل الفوارق العنصریة والجغرافیة والقومیة واللغویة.

إنّ سبب الانحراف عن أصل التوحید والإیمان جَعَل کلّ قبیلة عربیة فی زمن الجاهلیة تعبد صنماً یختلف عن أصنام القبائل الاُخرى وهم فی غایة الضعف والانحطاط، فجاء الإسلام وحطّم الأصنام وربط القلوب بحبل التوحید فی فترة قصیرة وصنع منها مجتمعاً قویّاً ومتطوراً ذا حکومة امتدّت لتشمل العالم فضلا عن الجزیرة العربیة.

4 ـ التربیة على الأخلاق والقیم الإنسانیة تتوفّر فی ظلّ التوحید أیضاً لأنّ الأساس فی الأخلاق الفاضلة هو الإخلاص وتنزیه القلب من الشرک، والأساس هو جعل الدوافع العملیة دوافع إلهیة فقط، أی التحرّک من أجله فقط والجهاد فی سبیله والسیر نحوه والإحتراز من أی دافع آخر.

فالتوحید هو الذی یعلم الإنسان درس الإخلاص فی النیّة، درس مقارعة کلّ ریاء وشرک، ومحاربة هوى النفس والجاه والدنیا والشیطان.

وبهذا ترى کلا من التوحید والشرک یترک تأثیره العمیق على العقائد والأعمال والنیّات والأخلاق فی الفرد والمجتمع.

ولذا وجّه الإسلام إهتماماته تجاه هذه القضیّة، وهنا نختم البحث بحدیثین:

فی حدیث عن الرسول الأکرم (صلى الله علیه وآله) أنّه قال لعبدالله بن مسعود: «یا ابن مسعود: إیّاک أن تشرک بالله طرفة عین، وإن نشرت بالمنشار أو قطّعت، أو سلِبت أو اُحرِقت بالنار»(1).

وفی هذا الحدیث الشریف تبرز الأهمیّة القصوى للتوحید.

وفی حدیث آخر عن الإمام الصادق (علیه السلام): «انّ بنی اُمیّة أطلقوا للناس تعلیم الإیمان ولم یطلقوا تعلیم الشرک لکی إذا حملوهم علیه لم یعرفوه»(2).

وهذا الحدیث شاهد واضح على أنّ الشرک یمکن أن یکون وسیلة هدّامة سیاسیاً واجتماعیاً بید فئة ظالمة، وفی المقابل یمکن أنْ یقوم الإیمان بالتوحید وفروعه باجتثاث جذور هؤلاء الظالمین.

نتطرّق فی بحث التوحید لمهمّتین:

الاُولى: أنّ ذات الله لا تترکّب من أجزاء (خارجیة أو عقلیة).

والثانیة: هی أنّ ذاته لا شبیه لها ولا مثیل، لذا فهو واحد من کلّ جهة.

ونجد فی القرآن أدلّة فی هذا المجال منها:


1. بحار الأنوار، ج 74، ص 107.
2. أصول الکافی، ج 2، ص 415، ح 1.

 

إبراهیم(علیه السلام) الأسوة الحسنة فی مقارعة الشرکدلائل التوحید
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma