لا أعبد غیر الله

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الثالث)
هو المعبود وحدهإن عجزتم عن عبادة الله فهاجروا

فی الآیة الخامسة یصل الدور إلى النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) حیث یأمره الله عزّوجلّ: (قُلْ إِنِّى نُهِیتُ اَنْ اَعْبُدَ الَّذِینَ تَدعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ).

والاستفادة من لفظ (الذین) الذی یستعمل لجمع المذکّر العاقل فی معبوداتهم هو إمّا لتصوّرهم فی عالم وهمهم وخیالهم أنّ الأصنام ذات روح وعقل وشعور، وأمّا لوجود أشخاص کالمسیح أو الملائکة والجنّ بین هذه المعبودات.

ولتبیان الدلیل على هذا المنع والنهی الإلهی تضیف الآیة: ( قُلْ لاَّ اَتَّبِعُ اَهوَاءَکُم قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً وَمَا أَنَا مِنَ المُهتَدِینَ).

ویعنی هذا أنّ جذور الشرک کلّها ترجع إلى عبادة الهوى والظنّ والوهم، ومن المسلّم به أنّ اتباع الهوى یستتبع الضلال ولا ینتهی بالسعادة والهدایة أبداً.

الآیة السادسة توجّه الخطاب إلى النبی (صلى الله علیه وآله) وتأمره بأن یثبت ویواصل عبادة الله الواحد واجتناب کلّ شرک وعبادة للأصنام حیث تقول: ( وَاعْبُدْ رَبَّکَ حَتَّى یَأْتِیکَ الیَقینُ ).

وقد فسّر المفسّرون (الیقین) هنا بمعنى الموت، واعتبروه نظیر قول السیّد المسیح (علیه السلام): ( واَوْصَانِى بِالصَّلاَةِ وَالزَّکَاةِ مَا دُمْتُ حَیّ). (مریم / 31)

ونقرأ فی موضع آخر من القرآن على لسان أهل النار: ( وکُنَّا نُکَذِّبُ بِیَومِ الدِّینِ * حَتّى أَتَانَا الیَقِینُ ). (المدثر / 46 ـ 47)

کما جاء التعبیر عن (الموت) بـ (الیقین) فی الروایات الإسلامیة، ففی الحدیث عن الإمام الصادق (علیه السلام) نقرأ قوله عن الموت: «لم یخلق الله یقیناً لا شکّ فیه أشبه بشکّ لا یقین فیه من الموت»(1)، (لأنّ الناس لا یکترثون به وکأنّهم لا یصدقون أنّهم سیموتون)!

والتعبیر عن (الموت) بـ (الیقین) إمّا لما اُشیر إلیه فی الحدیث المذکور أی هو مسألة یقطع بها جمیع الناس ولا اختلاف بین المذاهب والعقائد المتباینة فی هذه المسألة، وإمّا أنّ الإنسان یتیقّن بالکثیر من القضایا التی یتردّد فیها وذلک عند زوال الحجب عنه عند الموت وظهور الحقائق (من الممکن طبعاً الجمع بین هذین المعنیین).

والتعبیر بـ (یأتیک) أیضاً إشارة لطیفة إلى هذا الموضوع وهو أنّ الموت سیقع على الإنسان شاء أم أبى!

فی الآیة السابعة یلاحظ هذا المضمون نفسه مع إضافات اُخرى، وفیها إشارة إلى طائفة من أهل الکتاب الذین انحرفوا عن التوحید وجعلوا لله أنداداً فی العبودیة حیث تقول: (ومَا اُمِرُوا إِلاَّ لیَعبُدوا اللهَ مُخْلِصِینَ لَهُ الدِّینَ حُنَفَاءَ )(2).

والملاحظ أنّ الآیة تحصر الأوامر الإلهیّة کلّها فی العبادة المخلصة ثمّ فی إقامة الصلاة وأدائها: ( ویُقِیمُوا الصَّلاَةَ ویُؤتُوا الزَّکَاةَ)، وهذا یدلّ على أنّ الأصل فی التعالیم الدینیة یرجع إلى الإخلاص فی العبودیة، والملاحظ أیضاً أنّ الآیة تضیف فی ذیلها: (وَذَلِکَ دِینُ القَیِّمَةِ )(3).

الآیة الثامنة تنقل نکتة وردت فی قول السیّد المسیح (علیه السلام) حیث قال: ( واِنَّ اللهَ رَبِّى وَرَبُّکُم فَاعبُدُوهُ هَذَا صِراطٌ مُّستَقِیمٌ ).

ونعلم أنّ الخطّ المستقیم الذی یصل بین نقطتین واحد لا أکثر، فی حین توجد آلاف الخطوط المنحرفة بینهما، فخطّ التوحید واحد وکلّ ما سواه فهو شرک وعبادة أصنام.

(مستقیم) من (الإستقامة) ومشتقّة فی الأصل من (القیام)، وبما أنّ الإنسان یقف مستویاً فی قیامه فإنّ هذه الکلمة استعملت بمعنى کلّ طریق ومنهج معتدل ومستو وخال من الانحراف.

والملاحظ أنّ القرآن وفی سورة الحمد قد جعل النقطة المقابلة للصراط المستقیم هو طریق المغضوب علیهم و(الضالّین)، والطائفة الاُولى هم الضالّون من أهل العناد واللجاجة والذین یصرّون على مسیرتهم ومسیرة غیرهم المنحرفة، والطائفة الثانیة هم الضالّون البسطاء.


1. تحف العقول، ص 271.
2. یقول الراغب فی المفردات: «حنف» على وزن «کنف» تعنی المیل من الضلال إلى الصراط المستقیم وإنّما یقال للإسلام (الدین الحنیف) لأنّه یمنع المسلمین عن أی إنحراف عن الصراط السوی.
3. «قیّمة» مشتقة من القیام بمعنى القائم والثابت والمستقیم وکما یقول الراغب فی المفردات: إنّ معناها هی الاُمّة التی تقوم بالقسط والعدل کما جاء فی الآیة.. ( کونوا قوّامین بالقسط ).

 

هو المعبود وحدهإن عجزتم عن عبادة الله فهاجروا
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma