إحاطة الوجود الإلهی

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الثالث)
بزوغ الشمس دلیل علیهاهو الأوّل والآخر

الآیة الثالثة ـ بعد الإشارة إلى الجیوش الجرّارة التی واجهت أنبیاء الله وحاربتهم وذکر نموذجین متمیزین أحدهما فی العصور القدیمة وهم (قوم ثمود) وثانیهما فی العصور المتأخّرة وهم (قوم فرعون): ( بَلِ الَّذِینَ کَفَرُوا فِى تَکْذِیب ).

التعبیر بـ (فی) ـ ویستعمل عادةً لبیان الظرف والمظروف ـ تعبیر جمیل وفیه إشارة إلى أنّ الکفّار غارقون فی تکذیب الحقائق، والمراد من الکفّار هم الکفّار المعاندون فی عصر النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) الذین کانوا ینکرون وحدانیة الله سبحانه ونبوّة رسول الإسلام (صلى الله علیه وآله)والمعاد کذلک، ولا یستبعد أن تشمل الآیة هؤلاء جمیعاً، لأنّ قوم فرعون وثمود الذین ذُکروا من قبل کانوا کذلک، کما أنّ استعمال (تکذیب) على صورة نکرة والذی یدلُ فی مثل هذه الحوادث على الأهمیّة والعظمة هو شاهد آخر على هذا المعنى.

ثمّ تقول الآیة: (وَاللهُ مِن وَرَآئِهِم مُّحِیطٌ).

التعبیر بـ (ورائهم) إشارة إلى أنّهم محاطون من کلّ جهة، والله محیط من کلّ جهة وجانب، وقد وقع کلام بین المفسّرین بشأن المراد من (الإحاطة الإلهیّة) حیث احتمل البعض أنّها إحاطة الله العلمیة على أعمالهم، واعتقد البعض الآخر أنّها إحاطة القدرة حیث الجمیع فی قبضته، ولیس لهم القدرة على الفرار من عقابه، وذهب البعض الآخر إلى أنّها الإحاطة العلمیة، وإحاطة القدرة معاً.

بیدا أنّ مفهوم الآیة أوسع ممّا ذکر حیث یشمل إحاطته الوجودیة أیضاً، نعم، لله تعالى إحاطة وجودیة لجمیع الممکنات والکائنات، ولیست هذه الإحاطة ـ طبعاً ـ من قبیل إحاطة الظرف بالمظروف (کإحاطة الحائط بالبیت) ولیست من قبیل إحاطة الکلّ بالجزء، بل هی (الإحاطة القیومیة)، أی أنّه سبحانه وجود مستقلّ وقائم بالذات والموجودات الاُخرى قائمة به وتابعة له.

وهذا المعنى یفتح الطریق أمام برهان الصدّیقین فی مسألة إثبات وجود الله، وسنقدّم شرحاً لذلک فی المستقبل.

 

بزوغ الشمس دلیل علیهاهو الأوّل والآخر
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma