«شفعاء»: جمع (شفیع) من (الشفْع) ویعنی کما یقول صاحب (مصباح اللغة): ضمّ شیء إلى شیء آخر وکما یقول صاحب المفردات: یعنی ضمّ شیء إلى مثیله، وأمّا صاحب (مقاییس اللغة) فإنّه یذهب إلى أنّ أصله هو المقارنة بین شیئین.
هذه التعابیر تعود کلّها إلى معنى واحد تقریباً ومن ثمّ أطلق على حالة انضمام شخص قوی ومکین إلى شخص أضعف من أجل إنقاذه وإعانته، وقد ورد بهذا المعنى فی آیة البحث هذه وکثیر من الآیات القرآنیة، کما جاء عدد (الشفع) بمعنى (زوج) فی قبالة (الوتر) بمعنى الفرد.
«زُلفى»: من (الزلْف) ویعنی فی الأصل القرب والمنزلة والدرجة کما یطلق هذا اللفظ على الخطوة لما للخطوات من تقریب للهدف، وقد استعمل فی آیات البحث بمعنى القرب المعنوی الذی توخّاه المشرکون من عبادة الأصنام إلاّ أنّ بعض المحقّقین یعتقد بأنّ (زُلفى) أکمل من معنى القرب فهی المرتبة العالیة من معنى القرب فی الحقیقة(1)، ولکنّه رأی بعید کما یبدو عند ملاحظة موارد الاستعمال، ویطلق هذا اللفظ على الساعات الاُولى من اللیل کما فی قوله تعالى: ( أَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَىِ النَّهَارِ وَزُلفاً مِّنَ اللَّیلِ). (هود / 114)