الحکم لله فقط

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الثالث)
من لم یحکم بما أنزل اللهعند الاختلاف ارجعوا إلى الله

الآیة السادسة تقول بتعبیر قصیر: ( إِنِ الْحُکْمُ إِلاَّ للهِِ ).

لقد تکرّرت هذه الجملة فی القرآن الکریم مراراً ولها مفهوم واسع حیث تتضمّن الحکم بمعنى التشریع والحکومة والقضاء والحکم التکوینی والأحکام التشریعیة، غیر أنّ هذا التعبیر فی سورة الأنعام الآیة 57 وسورة یوسف الآیة 67 جاء فی مورد الحکم الإلهی بالعذاب على الکافرین ومعاقبتهم.

على کلّ حال فإنّ الاختلاف فی موارد التعبیر هذه دلیل واضح على أنّ مفهوم الآیة واسع کما قلنا، ویعتبر کلّ حکم وأمر مختصّاً فی الله، فی عالم التکوین وعالم التشریع.

الآیة السابعة وبعد أن وصفت الله عزّ وجلّ باستحقاق العبودیة والحمد والثناء فی الدنیا والآخرة تقول: ( وَهُوَ اللهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الحَمْدُ فِى الاُْولى والاْخِرَةِ وَلَهُ الحُکْمُ وَإِلَیهِ تُرْجَعُونَ ) وعبارة (وله الحکم) فی الحقیقة دلیل على انحصار الأهلیة للعبادة والحمد والثناء فیه عزّوجلّ، لأنّ (المعبود) و(المحمود) هو من کان حکمه نافذاً فی کلّ شیء وفی الجمیع، وإن قال بعض المفسّرین أمثال ابن عبّاس: إنّ المراد من (حکم) هنا هو القضاء بین العباد یوم القیامة(1) ولیس بأیدینا أی دلیل على تحدید معنى الآیة، وقلنا مراراً: إنّ خصوصیة المورد لا تمنع عمومیة مفهوم الآیة.

وعلیه فإنّ الآیة أعلاه تشمل توحید حاکمیة الله فی عالم التکوین وفی عالم التشریع والتقنین والحکومة والقضاء (فی تفسیر المیزان إشارة إلى عمومیة مفهوم الآیة)(2).

وینبغی ملاحظة أنّ عبارة (له الحکم) تدلّ على الحصر من جهتین: إحداهما من جهة أنّ (له) مقدّم، والاُخرى من جهة أنّ کلمة (الحکم) جاءت مطلقة أی أنّها تشمل أنواع الحاکمیة کلّها.

والجدیر ذکره أنّ انحصار المالکیة فی الله لا یمنع من أن یضعها الله فی اختیار الأنبیاء والأئمّة المعصومین وعباده الصالحین، فالبحث یدور حول المبدأ الأصلی للحاکمیة، کما أنّ إختصاص الحمد والثناء فی ذاته المقدّسة لا یمنع من أن یثنی الإنسان على العباد الصالحین أو الوالدین أو المعلّم، فهم یمثلون الواسطة فی النغمة ولابدّ من ملاحظة أنّ هذه الاُمور کلّها من الله وهذا هو معنى توحید الحاکمیة.

الآیة الثامنة تتحدّث أوّلا عن توحید العبادة ثمّ توحید الحاکمیة حیث تقول: (وَلاَ تَدْعُ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ ) ثمّ تقول بما یتضمّن الدلیل على هذا الحکم: ( کُلُّ شَىء هَالِکٌ إِلاَّ وَجْهَهُ ) وتضیف أخیراً: ( لَهُ الحُکْمُ وَإِلَیْهِ تُرْجَعُونَ ).

هذه الآیة تخصّص العبادة فی الله وهکذا البقاء والحکم والقضاء وإن اعتبر البعض الحکم فیها بمعنى الحکم التکوینی وإرادة الله النافذة فی کلّ شیء، واعتبرها البعض الآخر بمعنى القضاء یوم القیامة.

وقال البعض: إنّ الحکم هنا له جانب تشریعی فقط، غیر أنّ الإطلاق هو الظاهر من الآیة ویشمل کلّ حکم فی عالم الوجود وعالم الشریعة والدنیا والآخرة.

أمّا المراد من (الوجه) فی العبارة: ( کُلُّ شَىء هَالِکٌ إِلاَّ وَجْهَهُ ) فإنّ البعض فسّره بمعیّة الأعمال الصالحة التی تنجز لله تعالى، فیما فسّره البعض الآخر بمعنى الدین والقانون، والبعض الآخر بمعنى مقام الربّ.

ولکنّا نعلم أنّ (وجه) یعنی فی الأصل (الصورة) وکما یقول الراغب: أنّ الوجه هو أوّل ما یواجه الأشخاص الآخرین وهو أشرف الأعضاء فی الإنسان، ولذا اُطلقت هذه الکلمة على الموجودات الشریفة، وبهذه المناسبة یطلق على ذات الله المقدّسة وقد استعملت بهذا المعنى فی الآیة ظاهراً.

وبما أنّ کلّ موجود یرتبط بهذه الذات الباقیة والأبدیة، فانّه یتلوّن بلون الأبدیة فإنّ دین الله وشریعته والأعمال المنجزة من أجله والأنبیاء تکون خالدة وباقیة لارتباطها بالله تعالى، وبهذا تجتمع التفاسیر المذکورة فی مضمون الآیة.


1. تفسیر روح المعانی، ج 20، ص 92.
2. تفسیر المیزان، ج 16، ص 70.

 

من لم یحکم بما أنزل اللهعند الاختلاف ارجعوا إلى الله
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma