2 ـ أدلّة وجود الحرکة الجوهریة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الثالث)
1 ـ برهان الحرکة ومقدّماته3 ـ إثبات وجود الله بواسطة برهان الحرکة

یعتقد صدر المتألّهین بأنّ الوجود على صورتین:

1 ـ الوجود مستقرّ وثابت وعدیم الحرکة مطلقاً لا فی ذاته أو صفاته.

2 ـ الوجود سیّال ومتموّج فی ذاته، أی أنّ السیلان جزء من ذاته ولیس له سکون ولا قرار، وقد یلاحظ هذا الإضطراب الذاتی بوضوح فی اضطراب الاعراض، وقد لا یلاحظ تغیّر فی ظاهر الذات فی حین تتجدّد فی باطنها باستمرار.

وبتعبیر آخر إنّ هذه الموجودات السیّالة لها وجود جدید فی کلّ آن، وهی أشیاء جدیدة، ولکن هناک لون من الاتّصال بینها یجعلها تبدو کوجود واحد.

وقد ذکر المناصرون لـ (الحرکة الجوهریة) أدلّة لإثبات مرادهم، وإن لم یسمح المجال لبیان هذه القضایا، غیر أنّنا نشیر إلى ثلاثة أدلّة رئیسیة هی:

1 ـ من القاعدة القائلة (کلّ ما بالعرض ینتهی إلى ما بالذات)، هناک أصل عام وهو أنّ کلّ موجود استعار صفة من غیره وأنّها لابدّ أن تنتهی إلى مصدر تنشأ منه، وبدون ذلک سنواجه مشکلة (التسلسل)، أی أنّ الحرارة فی الماء الحار مستعارة ولابدّ لها أن تنتهی إلى النار التی تولّد الحرارة من ذاتها.

بناءً على هذا الأصل فإنّ الحرکة التی نلاحظها فی أعراض الجسم (نظیر الکمیّة والکیفیة) لابدّ لنا أن نعرف أنّ هذه الحرکة ناشئة من اضطراب الذات والباطن، فمثلا: لو کانت التفاحة ثابتة فی ذاتها ومستقرّة فکیف إذن یتغیّر لون أعراضها؟ هذه الحرکة الظاهریة إذن تخبر عن حرکة الداخل.

2 ـ کلّ (معلول متغیّر) بحاجة إلى (علّة متغیّرة)، فلو جلسنا فی ظلّ شجرة فی بستان ولاحظنا التحرّک المستمرّ للظلّ فالواجب أن نعلم أنّ علّته وهی أشعة الشمس فی حالة تحرّک، ومن هناک ندرک الحرکة فی ذات الجسم عن طریق الحرکة فی أعراضه.

3 ـ الزمان دلیل آخر على الحرکة الجوهریة، لأننا نلاحظ جیّداً أنّ حوادث العالم لا تکون مجتمعة، فحوادث الیوم تتحقّق بعد حوادث أمس وقبل حوادث غد، وهذا أمر واقعی، وهذا الاختلاف هو ما نطلق علیه عنوان تفاوت (الزمان).

من خلال نظرة سطحیة وابتدائیة للزمان فانّه یبدو واقعاً مستقلا عن الموجودات ووعاء للحوادث، ولکن لو افترضنا ـ ولو للحظة واحدة ـ عدم وجود الموجودات المادیة لوجدنا أنّ الزمان لا مفهوم له، وبتعبیر أوضح (الزمان) (ولید المادة) أو (الزمان) هو (مقدار الحرکة).

ومن جهة اُخرى إذا اعتقدنا بأنّ الموضوعات التی تقع فیها الحرکة تنحصر فی الموضوعات الأربعة السابقة فانّه یعنی أنّ الموجود الفاقد لهذه الحرکات، أی لا یلحظ وجود للحرکة فی ظاهره، فإنّ هذا الموجود ینبغی أن لا یکون زمانیاً، فی حین أنّ وجداننا یحکم بأنّا نشعر بالزمان رغم عدم هذه الحرکات الرباعیة، ولیس ذلک إلاّ لأنّ المادّة ذات حرکة فی ذاتها لکی تتقبّل أجزاء الزمان.

هذه هی أهمّ الأدلّة لدى أنصار الحرکة الجوهریة وقد اعتمدنا الاختصار فی عرضها.

وهناک سؤال لا یزال قائماً عند البعض: کیف یمکن أن نتصوّر أنّ (المتحرّک) هو عین (الحرکة) مع عدم وجود موضوع للحرکة مطلقاً؟! وکیف یمکن التصدیق بشیء یکون تصوّره محل سؤال؟

والعجیب أنّ القائل بالحرکة الجوهریة بنفسه تتملکه الحیرة أمام هذه المعضلة العویصة، وتتباین أقواله ممّا یدلّ على أنّ حلّها غیر یسیر(1).

وباختصار أنّ أبحاث الحرکة الجوهریة بأجمعها تتفرّع عن قابلیة تصوّر الحرکة بدون موضوع، ویقول البعض: إنّ هذا أمر غیر معقول، کما یعتقد البعض أنّ تصوّر هذا المعنى یقتضی إخلاء الذهن والإبتعاد عن المفاهیم التی یأنس الإنسان بها فی مجال الحرکة حتّى یتصوّر وجوداً هو عین الحرکة والمتحرّک والحرکة واحدة، کانت هذه خلاصة عن أبحاث الحرکة.


1. للمزید من المعرفة حول هذا الأمر راجع کتاب الأسفار فی بحث الحرکة أو دروس المرحوم الشهید مطهّری حول بحث الحرکة فی الأسفار، ج 1، ص 447.

 

1 ـ برهان الحرکة ومقدّماته3 ـ إثبات وجود الله بواسطة برهان الحرکة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma