لا شکّ فی أنّ عامل التقلید من العوامل المؤثّرة فی توارث عبادة الأصنام جیلا بعد جیل بل وانتشارها فی العالم، ویستند القرآن الکریم إلى ذلک مراراً ویطرحه تحت عنوان الدلیل الوحید الذی یتمسّک به مشرکو العرب.
إنّ العیش فی أجواء الشرک واحترام الأجداد والأسلاف والتأثّر بالتلقین فی مرحلة الطفولة قد تعاضدت فیما بینها على إبراز عمل خرافی وخاو تماماً وهو عبادة مجموعة من الأحجار والأخشاب الفاقدة لکلّ شیء بشکل منطقی ووجیه بل ومقدّس.
وبهذا التمهید نراجع القرآن الکریم لنتأمل خاشعین فی الآیات التالیة:
1 ـ ( بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلى أُمَّة وَإِنَّا عَلَى آثارِهِم مُّهْتَدُونَ * وَکَذَلِکَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِکَ فِى قَریَة مِّنْ نَّذیر إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آباءَنَا عَلَى اُمَّة وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُّقتَدُونَ). (الزخرف / 22 ـ 23)
2 ـ ( قَالُوا نَعبُدُ أَصْنَاماً فَنَظَلُّ لَهَا عَاکِفِینَ * قَالَ هَلْ یَسمَعُونَکُمْ إِذ تَدعُونَ * أَو یَنْفَعُونَکُم أو یَضُرُّونَ * قَالُوا بَلْ وجَدْنَا آبَاءَنَا کَذَلِکَ یَفْعَلُونَ). (الشعراء / 71 ـ 74)
3 ـ ( قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَیهِ آبَاءَنَا وَتکُونَ لَکُمَا الکِبْرِیَاءُ فِى الأَرْضِ ومَا نَحنُ لَکُمَا بِمُؤمِنِینَ). (یونس / 78)
4 ـ ( وَإِذَا قِیلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَیْنَا عَلَیهِ آبَاءَنَا أَوَلوْ کَانَ آباؤُهُمْ لاَ یَعقِلُونَ شَیئاً ولاَ یَهتَدُونَ). (البقرة / 170)
5 ـ ( وَإِذَا تُتْلَى عَلَیهِم آیَاتُنَا بَیِّنَات قَالُوا مَا هَذَا إِلاَّ رَجُلٌ یُرِیدُ أَنْ یَصُدَّکُم عَمَّا کَانَ یَعْبُدُ آبَاؤُکُمْ )(1). (سورة سبأ / 43)