2 ـ فطرة العقل أم القلب؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الثالث)
1 ـ ( عالم الذرّ ) فی الروایات الإسلامیة3 ـ شواهد حیّة على فطریة الإیمان بالله

الحصیلة من کلمات العلماء فی بحث فطریة المعرفة الإلهیّة هی أنّهم سلکوا طریقین، فبعض اعتبر الفطرة هنا بمعنى الاستدلال العقلی الواضح، وهو أنّ کلّ إنسان بعد اکتمال عقله وملاحظته لنظام عالم الوجود وبعض الأسرار فی الخلق ینتقل إلى هذه الحقیقة فوراً وهی استحالة نشوء هذا النظام البدیع ذی الأسرار العجیبة من مبدأ فاقد للعقل والإحساس، وعلیه فإنّ الفطرة تعنی: (العقل الفطری) الذی یکفیه استدلال واضح للوصول إلى الحقیقة ولا یحتاج إلى اُستاذ أو معلّم، کما یحکم الإنسان بأنّ (الکلّ أکبر من الجزء) حیث أدرکه باستدلال عقلی واضح وهکذا عندما یقول بأنّ (المساویین لشیء متساویان).

من هنا نلاحظ أنّ علماء المنطق یقسّمون بدیهیات المنطق إلى ستّة أقسام:

الأوّلیات، المشاهدات، التجریبیات، المتواترات، الحدسیات، الفطریات، وقالوا فی تعریف (الفطریات): بأنّها القضایا التی لا یصدق بها العقل بمجرد تصوّرها بل یحتاج إلى حدّ أوسط وهو حاضر لدى الذهن دائماً، وللفطرة معنى آخر وهو أصحّ وأفضل فی البحوث المعنیة وهو: إدراک الحقائق من دون الحاجة إلى أی استدلال (معقّد أو بسیط) ویتفهّمها بوضوح ویتقبّلها، فهو حینما یشاهد ـ مثلا ـ باقة من الورد الجمیل ذات عطر زکیّ یقرّ بجمالها، دونما حاجة إلى إقامة الدلیل أبداً، ویقول بأنّها جمیلة حقّاً ولا تحتاج إلى دلیل.

والفهم الفطری فی مجال المعرفة الإلهیّة من هذا القبیل، فالإنسان حینما یتدبّر من أعماق روحه یبصر نور الحقّ ویسمع نداءه بقلبه، یدعوه إلى مبدأ العلم والقدرة التی لا مثیل لها فی عالم الوجود، مبدأ الکمال المطلق ومطلق الکمال، وهو فی الفهم الوجدانی ـ کما فی جمال الورد ـ لا یشعر بحاجة إلى إقامة الدلیل.

 

1 ـ ( عالم الذرّ ) فی الروایات الإسلامیة3 ـ شواهد حیّة على فطریة الإیمان بالله
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma