ذکر الفلاسفة وعلماء الکلام دلیلا خامساً على إثبات وحدانیة ذات الله المقدّسة ولم نعثر على آیة قرآنیة تصرّح بذلک، ولذا نورده على شکل إیضاح فی ختام هذا البحث وخلاصته:
لو کان لله مثیلٌ فهما متشابهان من حیث الوجود ولکنَّ إثنینیتهما توجب أن تکون لکلّ واحد منهما خصوصیات، وبهذا یکون کلّ واحد مرکّباً من جزأین، (ما به الاشتراک) و(ما به الإمتیاز) وحینئذ لابدّ أن نذعن بأنّ کلّ واحد منهما محتاج إلى أجزائه، لأنّ المرکّب لا یکون بدون اجزائه، ولو کان محتاجاً فإنّه لا یکون واجب الوجود، لأنّ واجب الوجود والمُبدىء الأوّل للکون غنی عن کلّ شیء.
فهو إذن لا مثیل له کما أنّه لا اجزاء له، ولو کان له مثیلٌ فإنّه سیکون ذا اجزاء قطعاً، فهو إذن وجود بسیط من کلّ جهة ولا شریک ولا مثل له من کلّ جهة.