1 ـ منشأ الإعتقاد بالشفاعة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الثالث)
الأصنام شفعاؤنا؟!2 ـ تاریخ عبادة الأصنام والأوثان

یعجب کلّ عاقل عندما یواجه قضیّة الشرک لأوّل مرّة، فکیف یمکن أن یخضع إنسان عاقل ذو شعور لتمثال حجری أو خشبی قام بصنعه بیده؟ فلو کان یمتلک قلیلا من العقل لکانَ هذا غیر مقبول لدیه، ولو عرفنا أسباب ذلک لوجدنا أنّ القضیّة لیست بسیطة کما نرى، فإنّ مجموعة من الأوهام والسفسطة والخیال والعادات طُرحت کأدلّة عقلیة وخدعت المشرکین.

یقول الفخر الرازی فی ذیل تفسیر الآیة 18 من سورة یونس:

فیمن قالوا فی الأصنام هؤلاء شفعاؤنا عند الله وذکروا فیه أقوالا کثیرة.

1 ـ إنّ قسماً من عبدة الأوثان اعتقدوا أنّ المدبّر لشؤون أقلیم من أقالیم العالم، روح معیّن من أرواح عالم الأفلاک، ولأنّهم لا یصلون إلى تلک الروح صنعوا لها صنماً معیّناً واشتغلوا بعبادته، وکلّ قصدهم هو عبادة تلک الروح، ثمّ اعتقدوا أنّ تلک الروح عبد للإله الأعظم ومشتغل بعبودیته.

2 ـ والقسم الآخر کانوا یعبدون الکواکب وزعموا أنّ الکواکب هی التی لها أهلیة عبودیة الله تعالى، ثمّ لمّا رأوا أنّها تطلع وتغرب وضعوا لها أصناماً معیّنة واشتغلوا بعبادتها وغرضهم عبادة تلک الکواکب.

3 ـ أمّا القسم الثالث، فقد وضعوا طلاسم معینة على تلک الأصنام وأخذوا یتقرّبون إلى الأصنام بواسطة هذه الطلاسم «والطلسم: نوع من السحر، ویقول بعض المفسرین أنّ «الطلسم» عبارة عن أشکال ورسومات یعتقدون بأنّها تُمثل سلطات سماویة اختلطت مع الأرض، وأصبحت مصدراً لآثار عجیبة وغریبة! وهذه النقوش مفضلة على أشیاء مختلفة، حیث یعتقدون بأنّها وسیلة لدفع الموجودات المؤذیة وإبعاد أذاها عنهم»(1)

4 ـ والبعض منهم صنعوا هذه الأصنام والأوثان على صور أنبیائهم وأکابرهم وزعموا أنّهم متى ما اشتغلوا بعبادة هذه التماثیل فإنّ اُولئک الأکابر یکونون شفعاء لهم عند الله تعالى.

5 ـ وآخرون اعتقدوا أنّ الإله نور عظیم وأنّ الملائکة أنوار فوضعوا على صور الإله الأکبر الصنم الأکبر وعلى صور الملائکة صوراً اُخرى.

6 ـ لعلّ من بین عبدة الاصنام طائفة من الحلولیة حیث یعتقدون أنّ الله یحل فی الأجسام الشریفة ولذلک فانّهم دأبوا على عبادة هذه الاجسام(2).

و یقول مفسّر آخر: إنّ أوّل ما عُبِدت الأصنام فی قوم نوح (علیه السلام) وذلک أنّ آدم کان له خمسة أولاد صلحاء وهم «ود، وسواع، ویغوث، ویعوق، ونسر» فمات «ود» فحزن الناس علیه حزناً شدیداً فاجتمعوا حول قبره فی أرض بابل لا یکادون یفارقونه فلمّا رأى إبلیس ذلک جاء إلیهم فی صورة إنسان وقال لهم: هل تریدون أن أصنع لکم ما إن نظرتم إلیه ذکرتموه؟ قالوا: نعم، فصنع لهم تمثالا.

وهکذا کلّما مات واحد من أبناء آدم صنعوا له تمثالا وسمّوه بإسمه، وبتقادم الزمان وبنسیان الأجیال أعاد الشیطان قائلا: إنّ أجدادکم کانوا یعبدون هذه الأصنام فاعبدوها، فأرسل الله إلیهم نوحاً (علیه السلام) فنهاهم عن عبادتهم فلم یجیبوه لذلک... (3).


1. دائرة المعارف دهخدا ج 32، ودائرة المعارف مصاحب، ج 2، مادة (طلسم).
2. التفسیر الکبیر، ج 17، ص 600 (مع الإختصار الیسیر).
3. تفسیر روح البیان، ج 4، ص 26 (باختصار).

 

الأصنام شفعاؤنا؟!2 ـ تاریخ عبادة الأصنام والأوثان
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma