إنَّ توحید الربوبیة یعنی أنّ المدیر والمدبّر والمربّی والمنظّم لعالم الوجود هو ذات الله المقدّسة فقط.
وکلمة (ربّ) التی هی من صفات الله عزّوجلّ قد تکرّرت فی القرآن الکریم أکثر من غیرها حتّى بلغت 900 مرّة بألفاظ: (ربّ، ربّک، ربّکم، ربّنا، ربّی وأمثالها)، والعدید من الآیت القرآنیة تعرّف الله بـ (ربّ العالمین) ویدلّل ذلک على أنّ القرآن یولی اهتماماً خاصّاً بتوحید الربوبیة، حیث کان أغلب المشرکین یجعلون مع الله تعالى موجودات اُخرى تشارکه فی تدبیر العالم، وأغلبهم ـ کما أسلفنا ـ آمنوا بتوحید الخالقیة ولکنّهم تورّطوا بالشرک فی الربوبیة، ولذا یقوم القرآن بدفع هذا الانحراف العقائدی الکبیر لدى أقوام مختلفة مکرّراً وباستمرار، والشرک فی الربوبیة طبعاً یکون مصدراً لانحرافات خطیرة اُخرى سنتعرض لها فی بحوث مقبلة.
بهذا التمهید نمعن خاشعین فی آیات قرآنیة تمثّل نماذج من آیات توحید الربوبیة فی القرآن الکریم:
1 ـ ( الْحَمدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِینَ). (الفاتحة / 2)
2 ـ ( قُلْ أَغَیرَ اللهِ أَبْغِى رَبّاً وَهُوَ رَبُّ کُلِّ شَىء). (الأنعام / 164)
3 ـ ( قُلْ مَنْ رَّبُّ السَّماوَاتِ والاَْرْضِ قُلِ اللهُ). (الرعد / 16)
4 ـ ( فَتَعَالَى اللهُ المَلِکُ الحَقُّ لاَ اِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ العَرشِ الْکَرِیمِ). (المؤمنون / 116)
5 ـ ( اللهَ رَبَّکُم وَرَبَّ آبَائِکُمُ الأَوَّلِینَ). (الصافات / 126)
6 ـ ( قُلْ مَنْ یَرزُقُکُمْ مِّنَ السَّمَاءِ والاَْرْضِ أَمَّنْ یَملِکُ السَّمْعَ والاَْبْصَارَ وَمَن یُخرِجُ الْحَىَّ مِنَ المَیِّتِ وَیُخْرِجُ المَیِّتَ مِنَ الحَىِّ وَمَنْ یُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَیَقُولُونَ اللهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ).(یونس / 31)