هو الخالق لکلّ شیء

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء الثالث)
شرح المفرداتخالقیة الله للکون

تقول آیة البحث الاولى بعد تبیان صفات الله الجلالیة والجمالیة:

( ذلِکُم اللهُ ربُّکُم )، لا الأصنام التافهة ولا المعبودات من الملائکة والجنّ التی هی من المخلوقات والمربوبات، والله عزّوجلّ هو ربّ الجمیع(1).

وتضیف: ( لاَ اِلهَ إِلاَّ هُوَ ).

لأنّ اللائق للعبادة هو الذی یکون (ربّاً) أی مالکاً ومربّیاً ومدبّراً لکلّ شیء، وللمزید من التأکید وإقامة دلیل آخر على إنحصار المعبود فیه تضیف الآیة: ( خَالِقُ کُلِّ شىء) ثمّ تستنتج لتقول: ( فَاعْبُدُوهُ ).

ولقطع کلّ أمل بغیر الله وصدّ البشر عن التعلّق بعالم الأسباب وإجتثاث جذور الشرک تقول الآیة: ( وَهُوَ عَلَى کُلِّ شَىء وَکِیلٌ ).

کلمة (شیء) کما یقول اللغویون: تعنی کلّ أمر یمکن أن یناله علم الإنسان(2)، إلاّ أنّها فی آیة البحث تعنی کلّ الموجودات ما سوى الله سبحانه.

وعلى أیّة حال فإنّ لهذه الکلمة مفهوماً واسعاً یشمل کلّ الموجودات المادّیة والمجرّدة والذهنیة والخارجیة والجوهر والعرض، وباختصار: إنّها تشمل کلّ شیء، وهذه الآیة دلیل واضح على عمومیة الخلق الإلهی بالنسبة لکلّ شیء.

وقد وقع هنا نزاع معروف بسبب شمول (شیء) لأعمال الإنسان بین جماعة تقول بالجبر ـ کالفخر الرازی ـ حیث یقول: (إنّ أعمالنا داخلة فی کلمة (شیء) أیضاً، فالله إذن هو خالقها)، وهذه الآیة دلیل على الجبر عندهم، ولکن المؤیّدین لحریّة الإرادة لهم إجابة واضحة ومستدلّة وستأتی فی الإیضاحات.

وقد استدلّت جماعة بهذه الآیة على نفی الصفات الزائدة على الذات فی مواجهة الأشاعرة القائلین بأنّ الله ذو صفات منفصلة عن ذاته، فلو کان الأمر کذلک فإنّ کلمة (شیء) تشملها ویجب ـ حینئذ ـ أن تکون مخلوقة لله، ولا معنى لأن یخلق الله صفاته کالقدرة والعلم و... ولا ینسجم هذا مع وجوب الوجود أساساً.

فأجاب بعض الأشاعرة بتخصیص عموم الآیة بأن نقول: إنّ (خالق کلّ شیء) لا یشمل صفات الله! ولکن الآیة تأبى الإستثناء ولم یرد علیها أی تخصیص کما سنبیّن ذلک بإذن الله.

الآیة الثانیة تبیّن محتوى الآیة السابقة إضافة إلى تأکیدها على وحدانیة الله وقهّاریته حیث جاء فیها: ( اَمْ جَعَلُوا للهِِ شُرَکَاءَ خَلَقُوا کَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلقُ عَلَیهِم قُلِ اللهُ خَالِقُ کُلِّ شَىء وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ).

«قهّار»: من (قهر) ویعنی فی الأصل الغلبة المقرونة بتحقیر الطرف المقابل ولذا، تستعمل فی هذین المعنیین کلیهما، ونظراً لاستعمالها هنا بصیغة المبالغة فانّها تعنی غلبة الله والنصر المطلق ـ دون قید أو شرط ـ على کلّ شیء وکلّ فعل حتّى معبوداتهم وأصنامهم غیر مستثناة، وعلیه کیف تکون شریکاً لله؟!

الآیة الثالثة تطرح الموضوع بصورة اُخرى وهی صورة الإستفهام الإستنکاری حیث تقول: ( هَلْ مِن خَالِق غَیرُ اللهِ یَرزُقُکُم مِنَ السَّماءِ والاَْرضِ)، کلاّ، فهو الذی بدأ خلقکم، وبقاؤکم مستند إلى رزقه المتواصل.

فبأمره تشرقُ الشمسُ علیکم من السماء، وینزل المطر لاحیاء الأرض ویسخّر الریاح، وهو الذی یتفضّل علیکم بالنباتات والثمار والغذاء والمعادن والثروات الثمینة.

وعلیه عندما لا یوجد خالق ورازق سواه فبدایة الجمیع ونهایتهم إذن بیده: (لاَ اِلهَ إِلاَّ هُوَ فَاَنَّى تُؤْفَکُونَ ).


1. جملة (ذلکم الله ربّکم) فیها (ذلکم) وهو إسم إشارة إلى البعید وفی مثل هذه الموارد یکون کنایة عن العظمة غیر الإعتیادیة لمقامه الخارج عن حدود الأفکار.
2. هذه الکلمة مصدر (شاء) وتکون تارةً بمعنى اسم الفاعل وتارةً بمعنى اسم المفعول (فتأمّل جیدّاً).

 

شرح المفرداتخالقیة الله للکون
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma