عندما یولد الإنسان فی هذا الکون فإنّه یرى المحسوسات ویمیل إلیها ویتّخذها أساساً لمعلوماته، وعندما یسمو فی فکره وعلمه فإنّه یتعرّف تدریجیاً على القضایا العقلیة والفکریة.
إنّ البعض وبسبب التخلف الثقافی فإن إدراکهم یتوقف على مرحلة الحس، فلا یمکنهم أن یفکروا أو یؤمنوا بشیء سوى المحسوسات، فهم یتوقعون بأنّ الله وجود حسی، فیمکنهم أن یرونه أو یلمسونه! وهذا التوجه یمثل عاملا مهماً فی توجههم لعبادة الأصنام والآلهة المحسوسة، وعلى مرّ التاریخ.
وبهذه الإشارة نتوجّه إلى القرآن الکریم لنمعن خاشعین فی الآیات التالیة:
1 ـ ( وَقَالَ الَّذِینَ لاَ یَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَولاَ اُنزِلَ عَلَینَا الملائکَةُ أَو نَرَى رَبَّنا لَقَدِ استَکْبَرُوا فِى أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْ عُتُوّاً کَبِیر). (الفرقان / 21)
2 ـ (یَسئَلُکَ أهْلُ الکِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلیهِمْ کِتاباً مِّنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أکْبَرَ مِنْ ذَلِکَ فَقَالوا أَرِنَا اللهَ جَهَرةً فَأخَذَتْهُمُ الصَّاعِقةُ بِظُلْمِهِم ثُمَّ اتَّخَذُوا العِجْلَ مِن بَعْدِ مَا جاءتْهُمُ البَیّنَاتُ فَعَفَونَا عَنْ ذلِکَ وآتَیْنَا مُوسَى سُلْطَاناً مُّبِین). (النساء / 153)
3 ـ ( وَقَال فِرعَونُ یَاأَیُّهَا المَلأُ مَا عَلِمْتُ لَکُمْ مِّنْ إِلَه غَیرِى فَأَوْقِدْ لِى یَا هَامَانُ عَلَى الطِّینِ فاجْعَلْ لِّى صَرْحاً لَّعلّى أَطَّلعُ إِلَى إِلهِ مُوسى وَاِنِّى لاََظُنُّهُ مِنَ الکَاذِبِینَ).(القصص/38)
4 ـ ( وَقَالُوا لَنْ نُّؤمِنَ لَکَ حَتَّى تَفجُرَ لَنَا مِنَ الأَرضِ یَنْبُوعاً * ... أَو تُسقِطَ السَّمَاءَ کَما زَعَمْتَ عَلَینا کِسَفاً أَو تَأتِىَ بِاللهِ والمَلاَئِکةِ قَبِیل). (الإسراء / 90 ـ 92)
5 ـ ( هَلْ یَنظُرُونَ إِلاَّ أَنْ یَأتَیهُمُ اللهُ فِى ظُلَل مِّنَ الغَمَامِ والمَلائِکَةُ وقُضِىَ الأَمْرُ وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ). (البقرة / 210)