«الفطرة»: من مادة (فَطْر) وتعنی ـ کما أسلفنا ـ شق الشیء طولیاً، ثمّ أطلق على کلّ شق،
والشقّ ربّما یکون للتخریب وربّما للإصلاح ولذا یستعمل للمعنیین.
وبما أنّ (الخلق) بمثابة کشف حجاب ظلمات العدم، فیکون أحد المعانی المهمّة لهذه المفردة هو الإیجاد والخلق، ولنفس السبب یعطی معنى الإبداع والإختراع أیضاً.
ویطلق لفظ (الإفطار) على تناول الغذاء بعد أذان المغرب أو إبطال الصوم، فالصوم یُعد حالة متصله ومستمرة وعند تناول المفطر فإنّ هذه الحالة تُقطع أو تُهدم، ولهذا سمیت حالة إبطال أو قطع الصوم بالإفطار.
کما یستعمل هذا اللفظ فی إنبات النباتات أیضاً وذلک لانفطار الأرض أثناء خروج النباتات منها، کما یطلق على عملیة استخراج اللبن من الضرع باصبعین، فکأنّه ینشقّ ویخرج منه اللبن.
نقل عن ابن عبّاس قوله: لم أعرف معنى (فاطر السماوات والأرض) جیّداً حتّى جاء إلیّ رجلان أعرابیان یتنازعان على بئر، فقال أحدهما لإثبات ملکیته:
أنا فطرتها بمعنى (أنا حفرتها)، هنا أدرکت أنّ (الفطر) یعنی الإیجاد والإبتداء فی الشیء.
ویطلق على البثور التی تظهر فی وجوه الشباب من البنین والبنات اسم (تقاطیر) أو (تفاطیر)(1).
وإذا ما لاحظنا اعتبار بعض اللغویین مفردة (فطرة) بمعنى الدین والشرع إنّما هو لوجودها فی خلقة الإنسان منذ البدایة کما سیأتی.