24 استقبال النفی والحرمان (فی الدفاع عن الدین والثورة)

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
السیرة المبارکة لسماحة آیة الله العظمى مکارم الشیرازی (مدّظلّه)
11 و 12 ـ بناء 110 مساجد و 110 مدارس فی المناطق المحرومةذکریات سبعة أشهر من النفی بقلم الاستاذ نفسه فی أیام الثورة

إنّ طلب العافیة والحیاة المرفهة، مضافاً إلى کونه آفة خطیرة للفکر والعقل، فإنّه فی کثیر من الموارد لا یسمح للناس برؤیة الحق کما هو والباطل کما هو فی الواقع ویسدل على بصیرتهم ستاراً من التشویش یمنعهم من تشخیص الحقیقة، وفی موارد کثیرة یمثل عائقاً یمنع الإنسان من الإقدام والعمل، بمعنى أنّ الإنسان حتى لو استطاع تشخیص الاُمور والقضایا تشخیصاً سلیماً وصحیحاً، إلاّ أنّه لا یمتلک الجرأة الکافیة والشهامة القویة على الإقدام والعمل.

وما أکثر الأفراد الذین یجدون فی أنفسهم الجرأة على کتابة الحقیقة والاعلان عنها ما دامت معیشتهم وحیاتهم ومکانتهم الاجتماعیة محفوظة وسالمة ولا تتعرض شخصیاتهم أو ثرواتهم إلى الخطر، ولکن عندما یشعرون بوجود خطر معین فانّهم یلقون بمقولاتهم وکلماتهم عن الحقیقة فی مطاوی النسیان ویسکتون عن أداء أهم رسالة دینیة وإنسانیة لهم وهی: «وجوب التصدی للظلم وعدم السکوت عن أفعال الظالمین ومظاهر البدع والفساد والضلال والانحراف، فیرجحون الصمت على هذا الواقع المنحرف»(1)، وفی مقابل ذلک نرى شخصیات کبیرة فی طول تاریخ التشیع الدامی لا سیّما فی القرون المتأخرة وخاصة فی القرن الحاضر، یتحرکون بکل جرأة وشهامة وبما اُوتوا من قدرة بیان وقلم على مستوى إصلاح الخلل وفضح قوى الانحراف والضلال والتصدی فی مقابل الظلم والظالمین ویستقبلون کل خطر ونفی من الوطن وبعد عن أجواء الراحة والرفاه والدعة حتى یصل الأمر بهم ا لى حدّ الشهادة والقتل فی سبیل الله، کل ذلک من أجل الدفاع عن الدین الإسلامی والاُمة الإسلامیة، فهؤلاء یشعرون فی أنفسهم بالشوق إلى التضحیة بالغالی والنفیس وقبول کل أشکال الحرمان من أجل الهدف السامی.

هؤلاء حرس الثغور هم الذین ورد وصفهم فی الحدیث المعروف عن أئمّة أهل البیت(علیهم السلام): «علماء شیعتنا مرابطون بالثغر الذی یلی ابلیس وعفاریته، یمنعونهم عن الخروج على ضعفاء شیعتنا»(2)، وهناک روایة اُخرى تذکر موت العالم من علماء الإسلام: «إذا مات العالم ثلم فی الإسلام ثلمة لا یسدها شیء»، وفی هذا الحدیث یقول أیضاً: «لأنّ المؤمنین الفقهاء حصون المسلمین کحصن سور المدینة لها»(3).

ونحن نشکر الله تعالى على أنّ استاذنا الجلیل قد حاز هذا التوفیق العظیم ونطق بالحقیقة فی خضم أجواء الاضطراب والثورة وأعلن عنها بصرخته أمام الظالمین، فعندما تجاسرت صحیفة اطلاعات فی تلک الأیّام وذکرت کلمات موهنة بحق «الإمام الراحل(قدس سره)» قام استاذنا المعظم بإلقاء خطبة قویة وصریحة استنکاراً لهذا الفعل الشنیع، وکانت نتیجة ذلک أن حکم علیه بالنفی لمدّة سبعة أشهر والابتعاد عن الحوزة العلمیة ومدینته.

 

 


1. ینقل المرحوم أبو البختری عن الإمام الصادق فی ذیل الحدیث المعروف: «إنّ العلماء ورثة الانبیاء... فانظروا علمکم عمّن تأخذونه؟ فانّ فینا أهل البیت فی کلّ خلف عدولاً ینفون عنه تحریف الغالین وانتحال المبطلین وتأویل الجاهلین» (اصول الکافی، ج 1، ص 32).
2. ورد هذا الحدیث فی بحار الأنوار، ج 2، ص 5، ح 8. عن الإمام الحسن العسکری والإمام الصادق(علیهما السلام)حیث یقول الإمام فی بقیة هذا الحدیث: «علماء شیعتنا مرابطون بالثغر الذی یلی ابلیس وعفاریته، یمنعونهم عن الخروج على ضعفاء شیعتنا وعن أن یتسلّط علیهم ابلیس وشیعته النواصب، ألا فمن انتصب لذلک من شیعتنا کان أفضل ممّن جاهد الروم والترک والخزر ألف ألف مرّة».
3. بحار الأنوار، ج 82، ص 177، ح 18.
11 و 12 ـ بناء 110 مساجد و 110 مدارس فی المناطق المحرومةذکریات سبعة أشهر من النفی بقلم الاستاذ نفسه فی أیام الثورة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma