لقد کان سماحة الاستاذ متدیناً غیوراً بحیث إنّه لم یکن یسکت حتى عن الطعن الخفیف وکلمات الاستهزاء من قبل الأعداء، وکتب قبل أربعین سنة یقول:
«قبل فترة صعد السید «آرمسترانگ» و«رفاقه» وسافروا حول العالم وأبلغوا الشعوب فی جمیع البلدان ومنها شعبنا فی ایران رسالة المحبّة لرئیس أمریکا، واستثمروا هذا التطور العلمی والفتح التکنولوجی بأکثر ما یمکن من الاستخدام السیاسی فی جمیع أرجاء العالم، ونرى فی هذه الرسالة الحکیمة لهؤلاء نکات دقیقة وظریفة تعکس مدى الطفولة الفطریة التی یعیشها هؤلاء حیث قالوا: عندما حلّقنا إلى أجواء السماء فاننا استلهمنا هذا الطیران فی آفاق السماء من قصّة «بساط سلیمان» التی یتحدّث بها أهل الشرق، وفی الواقع یحق لنا أن نعجب کثیراً من هؤلاء.. أولاً: إنّ بساط سلیمان قبل أن یکون حکایة من تراث الشرق فهذه الحکایة موجودة فی تراث الغرب أیضاً، فما هذه الحیلة والمکر؟ ثانیاً: ما هی العلاقة بین بساط سلیمان وطیران «مرکبة آپولو» إلى القمر؟ ثالثاً: إذا کنتم صادقین فیما تقولون فلماذا لا تتحدثون بدل هذه الکلمات المضحکة عن استفادتکم من العلوم والمعارف التی انتقلت إلیکم من آسیا من بلاد الإسلام؟ إنّ قائمة العلوم التی یدین بها الغرب إلى الشرق کما یقول المؤرخ الشهیر «ویل دیورانت»: «إنّ الإسلام کان یمثّل الحضارة الإنسانیة السامیة خلال خمسة قرون (من القرن الثانی إلى القرن السادس الهجری) من حیث القوة العسکریة، النظم، سعت البلاد، الأخلاق الحسنة، الرقی فی المعیشة، القوانین العادلة الإسلامیة، حسن السلوک مع أتباع الأدیان الاُخرى، الآداب والتحقیقات العلمیة فی مجال الطب والفلسفة والعلوم الاُخرى» وکما یقول المشتشرق المؤرخ المعروف «گوستاولوبون»: «... إنّ النفوذ الفکری للمسلمین فتح أبواب المعرفة فی مختلف العلوم والفنون والفلسفة أمام الاوربیین الذین کانوا یعیشون الجهل بهذه المعارف، فکان المسلمون إلى ستمائة سنة بمثابة الاستاذ والمعلم لنا نحن الاوربیین» لماذا لم تذکروا هذه الحقائق؟!...»(1).
1. «اسرار عقب ماندگى شرق»، ص 5 ـ 3 (بالفارسیة).
