التوکّل على الله من منزلقات القلم

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
السیرة المبارکة لسماحة آیة الله العظمى مکارم الشیرازی (مدّظلّه)
اجتناب التکلّف فی الکتابةالسرقة فی الکتابة من الأخلاق الذمیمة

لعلنا نتمکن من بیان أحد آثار وتجلیات اخلاص النیّة لدى الاستاذ بحالة «التوکّل على الله» وعدم الوقوع فی مطاوی القلق من احتمال الخطأ والاشتباه على مستوى الکتابة والتألیف والتحرک فی هذا المجال بشهامة وشجاعة، إنّ التوکلّ على الله وتفویض الأمر إلیه یضمن للإنسان سلامته الفکریة وما ینعکس عن هذا الفکر السلیم على مستوى الکتابة والتألیف، وبالتالی یصون فکره وقلمه من الوقوع فی متاهات الخطأ والزیغ، واللطیف أن نستمع فی هذا المجال إلى سماحة الاستاذ نفسه لیحدّثنا عن هذا الموضوع:

«إننی أعتقد بأن الکاتب مهما کان مقتدراً وعالماً وماهراً فی فن الکتابة فلابدّ أن یعیش حالة التوکّل على الله تعالى وتفویض الأمر إلیه، لأنّه قد یصدر منه بعض أشکال الخطأ غیر القابل للجبران، وأنا بدوری أتحدّث عن هذه النعمة الإلهیّة الکبیرة من موقع قوله تعالى: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّکَ فَحَدِّثْ)(1)أحیاناً ربّما یحدث أن أکتب موضوعاً أو اُبین ملاحظة بشکل خاطىء وقد یکون ذلک الخطأ کبیراً، وأحیاناً یصل الکتاب إلى المطبعة، ولکن تحدث بعض الاُمور بحیث ننتبه إلى ذلک الخطأ ونعید الکتاب من المطبعة لإصلاحه، وأساساً فانّ تألیف کتاب مثل «التفسیر الأمثل» فی عشرین مجلداً لا یمکن أن یسلم من أخطاء کبیرة واشتباهات مهمّة من دون معونة إلهیّة وامداد غیبی. إننا نرى بعض الأشخاص کتبوا کتاباً صغیراً ومع ذلک یبتلون بأخطاء مهمّة، وعلى أیّة حال ما لم یکن الشخص کاتباً فإنّه ربّما لا یصدق بهذا الکلام بدقة، فأنا أعیش حالة التوکّل وقد فوضّت أمری إلى الله تعالى وأعوذ به من الوقوع فی هذه الأخطاء والمنزلقات فی المستقبل أیضاً (إلهی لا تکلنی إلى نفسی طرفة عین أبداً)».

والآخر من تجلّیات الاخلاص لدى الاستاذ هو الابتعاد عن «السرقة فی الکتابة» حیث نرى أنّ الاستاذ نفسه یشکو من ذلک أیضاً ویقول:

«فی احدى المرات وقع فی یدی کتاب جید وفیه مواضیع جمیلة عن عبادة الله، وبعد مطالعة الکتاب رأیت أنّ هذه القضایا والمواضیع معروفة لدیّ وکأنّنی کتبت فی السابق مثل هذه الکلمات فی کتاب «خالق العالم» ولکننی رأیت أنّ هذا الکتاب عبارة عن ترجمة لکتاب عربی، ثم انتبهت أنّ أحد الکتّاب العرب قام باقتباس مطالب کتابی ونقلها إلى العربیة من دون ذکر الاسم وطبعه باسمه، ثم إنّ المترجم الفارسی جاء ونقل الکتاب من العربیة إلى الفارسیة لأنّه وجده کتاباً جیداً وجاءت الترجمة شبیهاً لکتابنا الأصلی.

وهناک قضایا کثیرة من هذه بأشکال مختلفة تورث الأسف وتبقى ذکریاتها المؤلمة فی الذهن، فصحیح أنّ الاقتباس من الکتب أمراً متداولاً ولکن الاقتباس له أیضاً حد، وصحیح أننا لا ینبغی أن نبدی رد الفعل لهذا العمل، ولکن لیس صحیحاً أن یقوم البعض بعمل بعید عن الانصاف کهذا، وربّما یتصور البعض أننی اقتبسته وسرقته من ذلک الکتاب العربی فی حین أنّ تاریخ طبع ذلک الکتاب متأخر عن طبع کتابنا بزمن کبیر، ونأمل أن نصل فی المستوى الأخلاقی إلى درجة أن لا نتوجه إلى هذه المسائل ویکون عالم الکتب والمؤلفات سلیماً من هذه الأعمال الذمیمة».


1. سورة الضحى، الآیة 11.

 

 

اجتناب التکلّف فی الکتابةالسرقة فی الکتابة من الأخلاق الذمیمة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma